أثار قرار معالى وزير الأوقاف بتعميم خطبة الجمعة المكتوبة على مساجد مصر حفيظة الناس بين القبول والرفض وإن كان الرفض هو الأكثر من ردود الناس على مانشرته جريدة اليوم السابع فى عددها الصادر يوم الأربعاء 13/7/2013 م وبنفس هذا العنوان فالعنوان للجريدة ووصل الرفض لحد التهكم على القرار.
وحيث أن معالى الوزير لم يصرح بدوافعه لهذا القرار أو الحكمة منه إلا أن الرفض يؤكد عدم صواب القرار وعدم تقبله من الرأى العام المصرى لأسباب ربما غابت عن الوزير أو من أشار عليه بالفكرة من مساعديه أو مستشاريه.
فخطبة الجمعة يجب أن تلامس مشاكل الناس اليومية فى محيط المسجد، كما أنها يجب أن تعالج مشاكل وأمراض اجتماعية فى محيطه أيضا، حيث أن امام أو خطيب المسجد يعايش أهالى المسجد ومحيطه ويعلم أكثر من غيره مشاكلهم ويساهم بالخطبة فى حلها طبقا لأصول ديننا الحنيف من الكتاب والسنة كمشكلات القمامة وضرورة مساهمة الناس فى حلها لأن ديننا أمر بالنظافة والمحافظة على البيئة تجنبا للأمراض، وكجشع التجار وارتفاع الاسعار فيوجه التجار بأن المحتكر ومن يزيد الاسعار على الناس ممقوت من الناس ومن رب الناس، وهو الأدرى بالإشاعات التى تبث فى محيطه وقادر على دحضها وتوجيه الناس بشأنها، ونبذ التفرقة والتعاون على البر والتقوى والقضاء على الفتن، وسوء الخلق الذى انتشر بين الناس، وغيرها كثير من الامراض الاجتماعية التى انتشرت للأسف فى مجتمعنا المصرى فى السنوات الأخيرة، ولن يتأتى ذلك إلا بثقة الناس فى امام وخطيب المسجد الذى يعد واحدا منهم وموضع ثقة فى خلقه وعلمه وحل مشاكلهم حتى الأسرية منها، ولحمة امام وخطيب المسجد مع الناس تجلت فى مواقف كثيرة أبرزها فى حرب السويس وصمود أهلها أمام الجيش الصهيونى ودحره من المدينة الباسلة فى حرب اكتوبر المجيدة 1973 م.
إن ارتجال الخطبة من الخطيب واختيار موضوعها بما يتلائم ومقام الحال وظروف العباد والمجتمع
مهم جدا وإلا فقدت الخطبة أهميتها وأهدافها والحكمة منها، وأعتقد أن رسولنا وقدوتنا عليه الصلاة السلام كان يراعى ذلك حين يقف على منبره الشريف وبأدبه وخلقه الذى ذكاه ربه " وإنك لعلى خلق عظيم" فيقول: مابال أقوام يفعلون كذا وكذا " أى مايتعارض مع الدين من سلوك دون أن يجرح أحدا.. وهذه معالجة نبوية شريفة لسلوكيات الافراد والمجتمع التى تجنح عن صحيح الدين.
أما الخطبة المكتوبة ولا نشكك فيها بل نثق فى اعدادها من علماء متخصصين نجلهم ونحترمهم لكنها ستفتقد لما أشرت إليه سابقا، ولاننسى أن الخطيب فى نجع غير خطيب فى حى شعبى أو خطيب فى حى راق يخاطب فيه علماء ومثقفين وصفوة من المجتمع فاللغة ستختلف من مكان إلى آخر تأسيا برسول الله عليه الصلاة والسلام " أٌمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم " فلغة الخطابة تختلف من مكان لمكان ومن بيئة لأخرى، كما أن القرار يعطى الفرصة للمتربصين ببلدنا وأبواق الدعاية الإخوانية فى الخارج والداخل ضد الدولة فهم أول من أطلق مصطلح علماء السلطة وشككوا فى علماءنا الاجلاء علماء الوسطية الدينية فى أزهرنا الشريف.
إن فكرة الخطبة المكتوبة ستحبط الأئمة والخطباء وتقضى على مهاراتهم اللغوية ومهارات الخطابة وملكاتها وستعمل إلى ركونهم للخطبة المكتوبة وعدم الارتقاء بوعيهم الدينى والثقافى والقراءة والتثقيف المستمر. فى النهاية كنت أود أن يأخذ الوزير رأى الأئمة والخطباء قبل اتخاذ القرار فهم من سينفذونه ويطبقونه فكيف لهم ذلك وهم غير مقتنعين به ويرفضونه.
هذا والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء الســــبيل
ســـــيد فراج يكتب: خطبة الجمعة المكتوبة بين القبول والرفض
الإثنين، 18 يوليو 2016 06:00 م
ورقة وقلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة