انتهى انقلاب الجيش التركى على الرئيس رجب طيب أردوغان خلال 4 ساعات فقط وبالفشل الذريع الذى ظنه الكثيرون بداية جديدة تمنح الرئيس التركى مزيدا من القوة والسيطرة، على الرغم من أن النظر إلى مجموعة من الحقائق والملاحظات قد تقود إلى العكس وتؤكد أن هذا الانقلاب رغم فشله قد يكون مسمارا فى نعش أردوغان، وبداية لوقوعه فى فخ السقوط ومن هذه الملاحظات ما يلى:
•لم يكن وقوف المعارضة التركية وأغلبية الشعب التركى ضد الانقلاب العسكرى حبا فى أردوغان بقدر ما كان رفضا لعودة الانقلابات والحكم العسكرى ، ووعيا بأهمية الحكم المدنى الذى يمكن تغييره بثورة شعبية وليس بانقلاب تكون نتيجته حكما عسكريا للبلاد ، حيث سبق وتعاقب على تركيا ما يقرب من 4 انقلابات عسكرية منذ عام 1960 وتلى كل منها قمع وظلم وتقييد للحريات.
•ارتفع رصيد المعارضة التركية فى الشارع التركى بعد موقفها من الانقلاب العسكرى رغم معارضتها لأردوغان ، فكان الشعب و المعارضة هما الرابحان من هذا الانقلاب فى حين خرج كل من الجيش وأردوغان على حد سواء خاسرين ، حيث ظهر انقسام الجيش وعدم توحده وضعف أردوغان ومخابراته، وهو ما يمنح المعارضة ثقة تتيح لها قيادة ثورة شعبية فى حالة تزايد سياسات القمع التى يتبعها أردوغان خاصة بعد فشل الانقلاب .
•ما يتخذه أردوغان من سياسات القمع والاستبداد التى تزايدت بشكل كبير بعد فشل الانقلاب الذى اتخذه ذريعة للتنكيل بمعارضيه وخصومه ومحاولة بسط نفوذه ، والتى تجسدت فى حملة الاعتقالات الواسعة التى أعقبت الانقلاب وشملت ما يقرب من 9000 شخص ما بين عسكريين وقضاة وغيرهم، مهددين بالإعدام بعد التلويح بعودة هذه العقوبة بعد الغاءها فى تركيا، وهو ما يزيد من مساحة الانقسام والغضب فى المجتمع التركى ويرفع فرص الثورة القادمة ضد أردوغان بسبب هذه المجازر.
•مشاهد التعذيب والإهانة والتنكيل التى انتشرت لعناصر الجيش التركى التى شاركت فى الانقلاب والتى وصلت إلى حد الذبح والركوع والتجريد من الملابس ، وهو ما يترك أثرا سلبيا فى نفوس كل عناصر الجيش التركى وتنال من كرامته وهو المعروف بتعصبه لنفسه وقوميته خاصة فى ظل ارتفاع أسهم الشرطة التركية الموالية لأروغان والتى ساندته ضد انقلاب الجيش.
•لم تعد تركيا هذا الكيان المستقر رغم فشل الانقلاب وهو ما أثر تأثيرا كبيرا على الاقتصاد التركى بشكل كبير حيث أشارت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلى أن هذا الانقلاب رغم فشله وجه ضربة شديدة للاقتصاد التركى وهبطت الليرة التركية بنسبة 5% وهو أكبر انخفاض تشهده منذ عام 2008 ، كما أنه يؤثر تأثيرا كبيرا على الاستثمار والسياحة .
•يغفل أردوغان أن من وقفوا فى وجه الإنقلاب وهم يعلمون أنه إذا نجح الانقلاب سيكون مصيرهم الموت، لن يخشوا الوقوف فى وجه فاشية أردوغان وحزبه التى تتصاعد بشكل كبير إلى حد يتجه به إلى طريق السقوط .
•الحقائق السابقة تؤكد أن فشل الإنقلاب لن يكون بداية قوة جديدة لأردوغان ولكنه قد يمثل بداية السقوط الذى يتجه لها أروغان بقوة بسبب ممارساته الفاشية .