دندراوى الهوارى

سقطة د. نور فرحات فى «فخ» مقارنة ليليان داود بشيخ العرب همام»..!!

السبت، 02 يوليو 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل يجوز مقارنة من نذر نفسه لنهضة مصر وتقدمها بمن كرس كل جهوده لهدمها وتدميرها؟


لم أتخيل لحظة واحدة، أن رجل قانون بقيمة وقامة الدكتور نور فرحات، يخرج عن كياسته ويشن هجوما ضاريا ضد المصريين الذين أيدوا قرار إبعاد الإعلامية اللبنانية، وبريطانية الجنسية «ليليان داود»، ووصفهم بأنهم «يثرثرون ثرثرة بغيضة على صفحات التواصل الاجتماعى بأن ليليان داود ليست مصرية ولا يحق لها الحديث عن مصر».

لا يمكن لأى جهة أو مسؤول أو شخص عادى أن ينزع حق إنسان فى الدفاع عن ليليان داود، لكن أيضا لا يستطيع أى شخص مهما كان وضعه أن ينزع حق إنسان، أيضا، فى التعبير عن رأيه برفض ما كانت تقدمه ليليان داود، وهى تهاجم مؤسسات الدولة، ومن ثم هجوم الدكتور نور فرحات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ووصف الحالة الساخطة والغاضبة ضد ليليان داود بأنها «ثرثرة بغيضة»، فهو أمر مرفوض ولا يمكن قبوله.

بل لم يكتفِ الدكتور نور فرحات، بأن يعطى الحق لنفسه فقط فى الدفاع عن ليليان داود كتفا بكتف مع الزمرة الشهيرة من عينة، محمد البرادعى وحمدين صباحى ووائل غنيم وخالد على وجمال عيد وباسم يوسف وممدوح حمزة، وغيرهم، من الذين ارتدوا روب المحاماة دفاعا عنها، إنما حاول بكل قوة أن ينزع حق الإجماع الشعبى فى معارضة ومهاجمة ليليان داود، والتأكيد على أن معظم المصريين فى الصعيد والدلتا ليسوا مصريين.

هنا، انزلق الدكتور نور فرحات بأقدامه وبمحض إرادته فى مستنقع تشويه الرموز وقلب الحقائق، ومقارنة إعلامية لم تقدم شيئا لمصر إلا تأجيج وإثارة الفتن فى الشارع، والدعوة إلى الفوضى فى مصر، بزعيم ثائر ضد المماليك، سبقت ثورته ضد المماليك المحتلين، الثورة الفرنسية بما لا يقل عن 40 عاما، وهو شيخ العرب همام، زعيم قبائل هوارة.

لا يمكن يا دكتور نور أن تقارن ليليان داود التى تركت وطنها يعانى ويلات المعارك الطائفية البغيضة، ويعيش بدون رئيس، وبدون حكومة مركزية قوية، وتحكمه ديمقراطية طائفية عفنة، بالرموز الوطنية التى سجلت أعظم صفحات التاريخ المصرى نضالا وشرفا.

لا يمكن يا دكتور نور أن يدفعك غضبك حزنا على رحيل «ليليان داود» أن تتهم معظم سكان مصر بأنهم ليسوا مصريين وأنهم قدموا إليها مع الفتح العربى فى موجات هجرة متتالية استوطنت محافظات الصعيد، بجانب البحيرة والشرقية، وتتحدث عن شيخ العرب همام، زعيم قبائل هوارة الذى قاد ثورة كبرى ضد المماليك المحتلين لتحرير مصر من العبث والمؤامرات والتخلف الذى دشنوه ونشروه فى عرض البلاد وطولها.

وفات الدكتور نور فرحات، وهو القيمة والقامة القانونية الكبيرة، شىء جوهرى، أن مصر قبل الفتح العربى شىء، وبعده شىء مغاير، من حيث العقيدة واللغة، والتركيبة السكانية، وإذا تحدثنا بنفس المبدأ الذى تحدثت به عن سكان مصر الحقيقيين، لا تجد منهم إلا بعضا من سكان القاهرة التاريخية المتمثل فى وسط القاهرة والجمالية والأزهر والحسين والسيدة وباب الشعرية والقلعة، أما دون ذلك فجميع من قطن مصر فى جميع محافظات الصعيد، والوجه البحرى وشبه جزيرة سيناء والوادى الجديد، هم من أبناء القبائل العربية.

الأمر الجوهرى هنا ليس فى تركيبة مصر السكانية الضاربة بجذورها فى عمق التاريخ، ولا فى جنسية بيرم التونسى وجمال الدين الأفغانى، ولا سليم وبشارة تكلا ونجيب الريحانى وليلى مراد ولا حتى فى أسرة محمد على التى حكمت مصر عقودا طويلة، ولكن جوهر التقييم لابد أن يخضع لمجمل الأعمال، فى من قدم لمصر من أعمال عظيمة بهدف البناء والتنمية، ونشر الأمن والأمان فى ربوعها، وبين من حاول أن يهدمها، وينشر الفوضى، ويؤجج الشارع تحت شعارات براقة ثبت وبالأدلة القاطعة زيفها وأنها قضت على بلدان من فوق الخريطة الجغرافية ولكم فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، أسوة.

لا يمكن يا دكتور نور، أنه من أجل إعجابك ودعمك للإعلامية ليليان داود، وإنك تراها أهم اختراع بعد الكهرباء، أن تهيل التراب وتقلل من شأن الدكتورة لميس جابر، لمجرد إنها مختلفة معك ومع أفكارك السياسية، حيث قلت نصا: «يقولون أصلها مش مصرية، إذن يكفيكم منى العراقى ولميس جابر وريهام سعيد وغيرهن فهن مصريات حتى الصميم».

نعم لك الحق يا دكتور نور فى دفاعك عن ليليان داود، وفى إنك تراها أعظم إعلامية فى الكون، ولكن ليس لك أى حق فى اتهام معارضيها- وهم يمثلون الإجماع- بالمثرثرين الذين يثرثرون بغضا، أو التقليل من شأن غيرها من الإعلاميين والكتاب المصريين لمجرد أنك تتفق وتتسق مع أفكار ليليان، وتختلف وتمقت أفكار لميس جابر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة