ذات يوم .. تأسيس منظمة الشباب الاشتراكى «تنظيماً سياسياً مستقلاً»

الخميس، 21 يوليو 2016 10:08 ص
ذات يوم .. تأسيس منظمة الشباب الاشتراكى «تنظيماً سياسياً مستقلاً» زكريا محي الدين
بقلم - سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قاعة الاحتفالات الكبرى لجامعة القاهرة، تم الإعلان عن قيام منظمة الشباب الاشتراكى فى مثل هذا اليوم «21 يوليو 1966».

جاء فى الإعلان: «إن المنظمة تنظيم سياسى مستقل له ممثلون فى المستويات القيادية المماثلة فى «الاتحاد الاشتراكى العربى» بعد أن توافرت لها عضوية تزيد على 30 ألف شاب وفتاة موزعين على وحدات أساسية بجميع محافظات الجمهورية، وطبقا لـ«عبدالغفار شكر» فى كتابه «منظمة الشباب الاشتراكى - تجربة مصرية فى إعداد القيادات 1963 - 1976» (مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت): «تم الإعلان فى الاحتفال عن تشكيل أول لجنة مركزية للمنظمة تضم 52 عضوا، وهى أعلى هيئة قيادية، وأسماء أعضاء السكرتارية المركزية (الأمانة المركزية) وتضم 7 أعضاء، وهى الهيئة القيادية المنوط بها إدارة العمل اليومى المركزى والإشراف على أنشطة المنظمة كافة، وأهم أهدافها: «تنظيم جهود الشباب لتحقيق أهداف خطة التنمية وتقديم نموذج جديد لدور الشباب فى المجتمع وإعداد قيادات جديدة».

بدأت التحضيرات لنشأة «المنظمة» أواخر عام 1963، وعهد بها كما يقول «شكر» إلى واحد من أهم قيادات ثورة 23 يوليو 1952 ومن أكثرهم كفاءة، وهو زكريا محيى الدين، عضوا فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى (التنظيم السياسى الوحيد) ورئيس الإدارة المركزية للشباب فيه، ويقول فى شهادته لـ«شكر»: «كلفنى جمال عبدالناصر بتأسيس تنظيم للشباب، ولم يعطنى أى تفاصيل، وكان هذا أسلوبه فى العمل، يكتفى بطرح المهمة دون التطرق إلى تفاصيل» ويضيف: «رأيت أن نبدأ بتحديد الفكر الذى سيدرسه الأعضاء، لأننا عندما ننشئ تنظيمات للشباب لابد وأن نعطيهم فكرا، ولأن ثورة 23 يوليو ليست يمينا أو يسارا، رأيت أنه من الأوفق أن أستعين بمفكرين من كل الاتجاهات السياسية، ماركسيين وإسلاميين وقوميين، وطلبت منهم إعداد البرنامج الفكرى، كما تقرر أن نبدأ باختيار مجموعة من الرواد الذين سيقودون المنظمة بعد ذلك، وقررنا تنظيم معسكرات لهم فى أماكن منعزلة للتفرغ تماما لهذه الدراسة (مرسى مطروح، حلوان).

تشكلت «سكرتارية مؤقتة»، وكان لتنوعها الفكرى أثره الإيجابى، وحسب شكر: «ضمت شخصيات موضع ثقة النظام، مثل اللواء أنور بهاء الدين أحد الضباط الأحرار، وكان موضع ثقة جمال عبدالناصر شخصيا، والعقيد كمال الحديدى مدير التدريب بكلية الشرطة، ودكتور حسين كامل بهاء الدين المدرس بكلية الطب جامعة القاهرة (وزير التربية والتعليم فيما بعد)، وضمت ماركسيين مثل دكتور محمد الخفيف، والدكتور إبراهيم سعد الدين، والدكتور عبدالرازق حسن، وليبراليين مثل الدكتور أحمد صادق القشيرى، ومن التيار الإسلامى الدكتور أحمد كمال أبو المجد، ومن التيار القومى الدكتور يحيى الجمل، ومن أساتذة الجامعات الدكتور عبدالرازق عبدالفتاح (رئيس جامعة حلوان فيما بعد)، والدكتورعبدالخالق علام (نائب رئيس الجامعة الأمريكية فيما بعد)، ومن القيادات النقابية العمالية إبراهيم عبداللطيف، ومن خبراء الشباب المتخصصين سعيد حشمت ونعمان صبرى، بالإضافة إلى طلعت خيرى وزير الشباب، ويؤكد «شكر» على أن هذه التعددية أدت إلى: «تخلص البرنامج الفكرى للمنظمة من الرطانة اليسارية وضيق الأفق القومى والتزمت الدينى».

بعد الإعلان عن التأسيس تشكلت اللجان القيادية، والأمانة المركزية من 7 أعضاء هم: حسين كامل بهاء الدين أمينا عاما، عبدالأحد جمال الدين أمينا مساعدا للعلاقات الخارجية، مفيد شهاب أمينا مساعدا لشؤون التدريب، عادل عبدالفتاح أمينا مساعدا للتنظيم، هاشم العشيرى أمينا مساعدا للعمل السياسى والأنشطة، عبدالغفار شكر أمينا مساعدا للتثقيف، سمير حمزة أمينا مساعدا، وتم فصله فى أكتوبر 1966، وانطلقت كأول تجربة جادة فى تاريخ مصر لإعداد الشباب فكريا وتنظيميا وسياسيا، وفى تقدير الدكتور أحمد يوسف أحمد، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية: «لعبت دورا مؤثرا فى إعداد جيل جديد من القيادات الشابة من خلال رؤية وطنية قومية ملتزمة، وأهم دليل على نجاحها هو هذه القيادات التى ما تزال تتبوأ حتى الآن بعضا من أهم المواقع فى مصر»، ويرى الدكتور أحمد عبدالله رزة أنها ساعدت النظام بتجنيد عدد من الموالين، لكنها أضرته لكون بعض هؤلاء اكتشف عيوب النظام من الداخل، فتمردوا على النظام نفسه، وتخرج فيها بعض من أشرف وأخلص أبناء هذا البلد، كما تخرج فيها بعض أحط وأفسد وأفسق أبناء هذا الوطن وهذا الشعب».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة