ليس كل ما تسمعه الاذن أو ما تراه العين يصدقه العقل وقد نرى أفلام كثيرة نجد فيها الدراما والقصص أقرب الى الواقع أو أي تشابه بينها وبين الواقع من قبيل الصدفة أما الفيلم التركي الذي شاهدناه يوم الجمعة من بطولة ومساعدين وكومبارس تركي والاخراج أمريكي هو أقرب الى الافلام الهندية القديمة التي كنا نشاهدها ونحن صغار وكنا خلال الفيلم نفعل كل شيء من أكل ونوم ودردشه ولازال الفيلم مستمر الى أن ينتهي بعد أربع أو خمس ساعات .
ويبدو أن الاخراج هو المسئول عن كل شيء في الفيلم من توجيه وإعداد وحتى المشاركة فيه بوجه خفي بدعمه وتوجيهاته المستمرة من إبداء ضبط النفس وتجنب العنف وإراقة الدماء وذلك لأحكام وجوده في منطقة الشرق الاوسط وإدراج الشعوب في مشاكل وصراعات لإلهاء المشاهدين من كل أنحاء العالم عن احداث بلاده وأحكام قبضته في كل مكان بخلاف التصريحات العائمة الاخرى التي لابد من المشاركة من قبل النقاد من احترام النظام الديمقراطي وحماية الأرواح وإعادة الاستقرار والتلميح على وجود الارهاب الاسلامي وربط كل الاحداث والخيوط ببعضها بشكل مباشر أو غير مباشر بما يحدث بالخارج من عمليات ارهابية.
إن ما حدث وأستمر 5 ساعات فقط لا يمكن أن يكون غير فيلم ولا يمكن أن يسمى غير ذلك فهو ليس انقلاب من قبل جيش يفترض انه من أقوى الجيوش الذي نجح بشكل لافت الى السيطرة على دبابات ومدرعات عسكرية، وعلى طائرات حربية من طراز أف 16، وأغلقوا الجسور الكبرى، وسيطروا على وسائل الإعلام بما في ذلك قنوات التلفزيون الرسمية، وقطعوا الانترنت، وبعد أن خططوا بشكل دقيق للانقلاب، تخلوا فجأة عن كل السيطرة التامة التي حققوها لسبب غير معلوم.
ولن أتحدث عن أي سيناريو لهذا الفيلم لأنه تم تداوله من قبل الكثيرين ولن أتحدث عن رفض الاتحاد الاوروبي دخول الدولة التركية فيه بعد خروج بريطانيا منها ولن أتحدث عن تاريخ الانقلابات في تركيا التي لم تفشل ولو لمرة واحدة سأتحدث عن بطل الفيلم رجب طيب أردوغان الذي فقد هيبته على كافة المستويات المحلية والعالمية وفقد دور البطولة وشخصية القائد في الشرق الاوسط بعد سقوط الاخوان في مصر وانكماش دور دولته وقد تقمص الدور وأدى شخصيته مثل شخصيات سينمائية عالمية كسبايدرمان أو سوبرمان وأدلى بتصريحات نارية عن سياسة التطهير وفرض عقوبات الاعدام دون تطبيق دولة القانون وذلك لأحكام قبضته على أجهزة الدولة وفرض السياسات الخاصة به لتحقيق مشروعه في الحكم الرئاسي المطلق وتغيير الدستور وتوجيه ضربة قاصمة الى الجيش لإعادة هيكلته على طريقته وتجريده من كل السلطات التي منحها له الدستور لان الجيش لا يحكم بشكل مباشر ولكنه موجود فى المشهد السياسي داخليا وخارجيا وقد شن بطل الفيلم حملة كبيرة من الاعتقالات بين صفوف الجيش والقضاء بعد أن سيطر بقبضته على الامن والهيمنة على مفاصل الدولة إلى الأبد وقد طالت يده كل من كان يعارضه لتحوله الى ديكتاتور وبعد القيام ببطولة هذا الفيلم والانتهاء منه سيصبح نجم شباك لا يقدر عليه أي من المنافسين له في الدولة.
الفيلم نجح بشكل كبير فقد نجح في جذب أكبر عدد من المشاهدين وتحقيق أكبر قدر من الايراد وقد تجاوزت شهرته فيلم تيتانيك الشهير ويستحق جوائز عالمية عن كل شيء فيه هذا بالإضافة الى وجود أجزاء أخرى للفيلم ستتضح خلال الفترة القادمة .
وائل عبد الودود حسين يكتب : ولا الافلام الهندية القديمة
الخميس، 21 يوليو 2016 10:00 ص
الافلام الهندية - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة