«اليونسكو» تليق بمصر
«اليونسكو حق مصرى»، ربما يرى البعض أن هذه الجملة مبالغ فيها بعض الشىء، أو أن بها نوعا من التعالى، لكنها على المستوى الحقيقى ليست كذلك، بل اليونسكو حق مصرى قديم قبل هذه الدورة وقبل الدورة الماضية، لكننا نحن الذين نتخلى عن هذا الحق من خلال تصرفاتنا الفردية ومن خلال عدم قدرتنا على التنسيق مع أشقائنا العرب، مما يضيع حقنا فى التعبير عن صوتنا وتركه للآخرين.
وفى هذه الدورة رشحت مصر السفيرة مشيرة خطاب، لمنصب مدير عام اليونسكو، وطبعا هناك من اعتبر ذلك الاختيار مناسبا وجيدا لكون مشيرة خطاب لها مساهمات دولية كثيرة، ولها تعامل مباشر مع كثير من الثقافات المختلفة وقادرة على قيادة هذه المنظمة الدولية المهمة، ومنهم من رأى غير ذلك، واعتبر أنه كان يجب اختيار شخص آخر أكثر خبرة فى الجانب الثقافى، لأن إدارة اليونسكو ليست قاصرة على منطقة معينة لكنها تسع العالم وتسع مشكلاته، وهذا أمرا متوقعا فالاتفاق على شخص واحد لم يكن منتظرا من الجميع فحتى الفنان فاروق حسنى فى الدورة السابقة مع خبرته الكبيرة لم يكن يحظى بكل التأييد، فليست هناك مشكلة فى الاختلاف، لكن المهم هو التوافق على تقديم الشخص على المستوى الخارجى.
ومنذ البداية نقول، إنه على مشيرة خطاب وعلى القائمين بالتسويق لها والساعين لكسب أصوات الدول التى لها حق الانتخاب، أن يدركوا جيدا أنهم يسعون ليجعلوا «خطاب» تجلس فى مكان امرأة بقلب 100 رجل، إنها العظيمة «إيرينا بوكوفا» التى استطاعت أن تكسب الاحترام فى كثير من المواقف التى خاضتها ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، حاولت قدر استطاعتها أن تقف مع المظلومين فى العالم، ويكفى أن يُسجل فى تاريخها العظيم أنها استطاعت أن تضع كرسيا يحمل اسم فلسطين داخل هذه المؤسسة الخطرة التى يدار منها العالم، فعلت ذلك متحدية الجميع، ودافعة ثمن ذلك من الدخل المادى لليونسكو، وواقفة فى وجه الظلم العالمى، بالطبع كانت هناك إخفاقات وقهر من النظم العالمية تمت ممارسته عليها، لكن فى المجمل فعلت ما تستطيع وأكثر.
لذا على «مشيرة خطاب» وهى تفكر فى السعى لتحكم اليونسكو أن تعرف أن هناك مقارنات سوف نظل نعقدها طوال الوقت بينها وبين سابقيها، بالطبع لا نريد منها مجاملة للقضايا العربية والإسلامية، لكننا نريد العدل، نريدها أن تلقى بأعينها دائما للفقراء والمهمشين فى العالم أجمع، وعليها أن تعرف ألا أحد سيتركها فى حالها، وأنها ستتعرض طوال الوقت للضغط، لذا يجب أن تحصن نفسها تماما من قبول الضغط وأن تعرف أن ما تسعى إليه هى رسالة تكليف ممتلئة بالمخاطر.
نعم نستحق أن يكون شخصا مصريا هو من يدير اليونسكو بسبب تاريخنا الثقافى المتراكم، لكن لا نريد أن نمر مرور الكرام، نريد بصمة مهمة تليق بتاريخنا ومستقبلنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة