اشتدت الحملة على وسائل التواصل الاجتماعى حول الأحداث الطائفية فى المنيا، ولا أحد يذكر أو يتذكر أن هناك مبادرات شبابية منياوية تتصدى للتطرف والإرهاب والفساد، لا أحد يعرفها، تعرفت عليهم فى الحملات الانتخابية لمجلس النواب، وكتبت عنهم أكثر من مرة فى هذا المكان دون أى ردود أفعال، مثلا مؤسسة «حلم جيل» بالمنيا التى التف حولها المسلمون والمسيحيون، من جميع الفئات حول المرشح جون بشرى فى حملته الانتخابية، يقودهم معه إسلام عاطف فولى وجورج الكفورى وبشوى إسحاق ومروة ناصر، ومن رحم التحدى وبإخصاب من الحلم ولدت فكرة تأسيس مؤسسة «حلم جيل»، لاستكمال المسيرة من أجل تأهيل الشباب للمشاركة بالعمل السياسى وإعداد قيادة شبابية.
وكانت المؤسسة نظمت مؤتمرا من ستة شهور.. حول كيفية مناهضة التطرف والفساد تحت رعاية اللواء أحمد جمال الدين، مستشار الرئيس لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب، قدم للمؤتمر النائب مجدى ملك والمهندس جون بشرى رئيس مجلس إدارة المؤسسة، وفى جلسة علمية ترأستها د. مريم ماهر، قدم المحامى الشاب إسلام الفولى ورقة عن الإرهاب وتلاة الباحث محمد أبوالعيد الذى قدم ورقة عن التطرف، ودارت مناقشات حول الورقتين، ثم عقدت مجموعات عمل لمناقشة التوصيات، واختتم المؤتمر بجلسة ختامية ترأسها د. بيشوى إسحاق عرضت فيها نتائج المجموعات والبيان الختامى.
وفى مبادرة أخرى منذ شهر قامت تلك المؤسسات مع مؤسسة «خطوة للمستقبل» بتدريب أكثر من خمسين شابا وشابة مسلمين ومسيحيين، حول كيفية معرفة «الإنذار المبكر» للاحتقان الطائفى، وتم معرفة: أبرز المشكلات التى تؤدى إلى التوترات والاعتداءات الطائفية، ومنها:
- تراجع التعليم، ومناهجه التى تحتوى على نصوص تكفر الآخر وتحتقره، مع غياب الرقابة على أداء المدرسين، مما يشجع على بث التعصب بين الطلاب.- غياب الوعى، وعدم وجد دور لمؤسسات تنمية الثقافة، أدى لنشر الأفكار المتطرفة.
- البطالة وعدم وجود فرص عمل، وهو ما يسهل تجنيد الجماعات المتطرفة للشباب فى ظل حاجة الشباب للمال.
- عدم وجود مجالات مشتركة للتفاعل الاجتماعى بين الطرفين، وهو ما يشجع الانعزالية والتمييز لدى المسيحيين، ويزيد من مخاوفهم من الاندماج.- الأفكار المغلوطة السائدة عن عدم المساواة بين المسيحيين والمسلمين، وأنهم، أى المسيحيين، فى مكانة أقل من نظرائهم، وهى أفكار تعود لعقود طويلة سابقة، بعضها نتيجة أفكار دينية مغلوطة وبعضها نتيجة وضع اجتماعى تاريخى، ومازالت لها أصداء بين بسطاء المسلمين بالريف.- الاستخدام السياسى للدين من أجل حشد البسطاء والسيطرة عليهم، حيث عملت الجماعات الإسلامية مثل الجماعة الإسلامية والتيارات السلفية والإخوان المسلمين على استخدام العمل الأهلى كمدخل لتديين المجتمع وصبغه بلون متشدد، الخطاب الدينى، بالرغم من التحسن الذى طرأ من خلال توحيد خطب الجمعة إلا أنه مازال هناك من يستخدم المنبر للتحريض. بالطبع لم يهتم أحد بهذه المبادرات، ولا بهؤلاء الشباب، لا من الحكومة والوزارات المختصة ولا من الأحزاب ثم يحدثونك عن التطرف فى المنيا؟!! فهل تهتم وسائل الإعلام المختلفة بتلك الطاقات التى تشكل طاقة نور فى المنيا؟ هل يمكن تبنى هذا الملف من وزارة الشباب والمسؤولين على المشروع الرئاسى للشباب؟
هل يمكن أن تتبنى «اليوم السابع» والزميل خالد صلاح عقد ندوة لهؤلاء؟