النضال وفقا للرسوم الزجزاجية «طالع ونازل.. ونازل وطالع» وفقا للمصالح الشخصية
تحترم أصحاب المبادئ الثابتة، حتى وإن كنت ترفض أفكارهم، وتعارضها بقوة، فالاختلاف أمر طبيعى، وسمة بشرية، ويأتى على سبيل المثال لا الحصر، الراحل عبدالله كمال، على رأس هؤلاء الذين لا تمتلك إلا أن تحترمهم، وتقدرهم، فقد عاش متسقا مع أفكاره ومبادئه، دون أى تلون.
لكن هناك كتابا، تسير مبادئهم وأفكارهم فى طرق «زجزاجية»، وعلى حسب الريح ما يودى الريح، ومن أبرز هؤلاء، محمد على إبراهيم، وعبدالناصر سلامة.
محمد على إبراهيم، الصحفى «المترنم» بنظام مبارك، عندما كان يحصل على راتبه الكبير من جريدة الجمهورية، وهى الصحيفة الحكومية، ثم وبعد إزاحة نظام مبارك، تحول الرجل إلى معارض قوى لنظام عبدالفتاح السيسى، لأنه يحصل على راتبه من صحف ومواقع رجال أعمال، ضد نظام السيسى، فقد ركب موجة المعارضة أيضا من باب «أكل العيش».
محمد على إبراهيم كان يدافع بكل قوة عن فساد مبارك، وحصل على الجائزة حينها بتعيينه رئيسا لتحرير الصحيفة الحكومية «الجمهورية»، وتعيينه أيضا عضوا بمجلس الشورى ضمن المجموعة التى كان يختارها مبارك للتعيين بمجلسى الشعب والشورى، يهاجم السيسى الآن لأنه لم يمنحه أى «عطايا».
أما عبدالناصر سلامة، فهذا الرجل حكايته حكاية، سيرته المهنية على غرار الرسوم الزجزاجية، وأيضا الرسم البيانى «لرسم القلب»، طالع ونازل، ونازل وطالع، فقد كان من أبرز مؤيدى مبارك ونظامه، ومدافعا عنه بكل قوة، ثم اندلعت ثورة 25 يناير وهاجمها بشراسة، وتولى المجلس العسكرى إدارة شؤون البلاد، فساندهم، ثم وصل الإخوان للحكم، فانقلب الرجل 180 درجة، من مساندة ودعم مبارك ونظامه، دعما كاملا، إلى المترنم والمبشر بنظام محمد مرسى، وحصل على المكافأة، حيث تم تعيينه رئيسا للصحيفة الحكومية «الأهرام»، ليجلس على المقعد الذى كان يجلس عليه الأستاذ «محمد حسنين هيكل».
قرار تعيين عبدالناصر سلامة رئيسا لتحرير الأهرام كان موضع تندر وسخرية الصحفيين فى المؤسسة «العريقة»، كونهم يعرفون قدراته المهنية التى لا يمكن أن تؤهله لقيادة «باب الشكاوى» فى صحيفة شهرية، وبمرور الوقت ثبت بالدليل القاطع عدم قدرته بالفعل، ووضع الأهرام فى محفظة جماعة الأخوان وبدأ فى تدشين حملة تصفية وتنكيل أفرغت الأهرام من الكوادر والخبرات التى لا تنتمى للجماعة الإرهابية أو تعارضها. وظهر مدى ارتماء عبدالناصر سلامة فى حضن جماعة الإخوان، عقب لقائه بمحمد مرسى، ودشن وصلة إشادة به، كرئيس وزعيم لم تجود به مصر من قبل، وكتب نصا فى الأهرام: «بالفعل، ودون مبالغة، وجدت نفسى أمام رجل من أهل مصر الحقيقيين، لا لف ولا دوران فى الإجابة عن الأسئلة، لا تجميل للغة الخطاب، على يقين بأن الله ناصر هذا الشعب ومنصفه، ولديه إيمان كامل بأن مستقبل الدولة المصرية سوف يكون أفضل بكثير وفى المستقبل القريب».
الملفت للنظر وبعيدا عن وصلة الإشادة التى تضع محمد مرسى فى مصاف الرسل والأنبياء، وليس الحكام، هى مقولة «رجل من أهل مصر الحقيقيين»، وهى مقولة عجيبة، وكأن محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات ومبارك الذى كان يترنم بعظمة حكمه ليل نهار، ليسوا من أهل مصر الحقيقيين، وكأنهم من الصين أو سنغافورة! ورغم إشادة عبدالناصر سلامة بمحمد مرسى، وجدناه هذه الأيام يهاجم عبدالفتاح السيسى، وينعته بكل المساوئ، أى على النقيض تماما من الإشادة بمحمد مرسى العياط.
لم يترك عبدالناصر سلامة، نقدا سلبيا وسيئا للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تتحدث إنجازاته عنه، إلا واستعان بها، فى وصلات الهجوم غير المبرر، وانتقل من خانة النقد البناء، إلى الهجوم الضارى، والهدام، وكأن إنجازات ومشروعات السيسى من وجهة نظر عبدالناصر سلامة الشهير بعبدالناصر «الزجزاجى»، لم تصل إلى إنجازات المعزول مرسى؟! ولك الله يا مصر!
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم
no comment
عدد الردود 0
بواسطة:
سعد الدين
لو اننا كما كتبت نحترم اصحاب المبادئ الثابته فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
زاهر
الاسطوره
بس
عدد الردود 0
بواسطة:
تحيا مصر
تحيا مصر
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
1
1