نواكشوط تحولت إلى ملعب كبير للصراع بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية
البعض، وهذا حقهم، حاول الربط بين حالة الغضب الشديدة التى انتابت طفل قطر المعجزة «تميم» بمجرد وصوله مقر إقامة مؤتمر القمة العربية فى نواكشوط، وبين ما انفردنا به هنا فى «اليوم السابع» عن اكتشاف خطة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأن الأمير لم يستمر وجوده فى المؤتمر أكثر من ساعة ونصف، وانصرف مغادرا.
الحقيقة أن الربط بعيد إلى حد كبير، خاصة أن قرار اعتذار الرئيس عبدالفتاح السيسى كان سابقا عن بدء المؤتمر، وتكليف رئيس الوزراء شريف إسماعيل بالمشاركة، وهو ما يعلمه الجميع، ومن ثم فإن غضب «تميم» فى القمة ليس له علاقة بحضور السيسى وفشل عملية الاغتيال.
لكن الحقيقة أن قطر من بين أهم الداعمين لمعظم محاولات اغتيال السيسى، وعلى رأسها المخطط الأخير، بالتنسيق مع طهران، والذى رصدت له مبالغ مالية ضخمة لشراء أسلحة حديثة والاستعانة بعناصر قنص محترفة، ودفع رشاوى للمسؤولين والمعنيين عن الأمن فى نواكشوط والدول المجاورة لتوفير الغطاء الكامل لتنفيذ العملية بنجاح كبير.
تفاصيل خطة اغتيال الرئيس السيسى على هامش مشاركته فى مؤتمر القمة العربية بموريتانيا مزعجة، وخطيرة، وخيوطها متشابكة ومعقدة، ودوائرها متسعة للغاية، ومحاطة بسرية كبيرة، وجرى فيها تنسيق عالٍ للغاية بين أجهزة استخبارات عدد من الدول، وتحولت العاصمة الموريتانية «نواكشوط» لملعب كبير لكل الأجهزة الاستخباراتية من المكلفة بتنفيذ عملية الاغتيال، والمسؤولة عن تأمين الرؤساء والملوك والأمراء.
وأظهرت التفاصيل أجزاء صغيرة عن خطة اغتيال السيسى، حيث لم يكن الوحيد المستهدف، وإنما ضمت القائمة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بهدف إحداث فوضى كبرى فى منطقة الشرق الأوسط.
وكشفت التفاصيل أيضا أن هناك تنسيقا كبيرا جرى على مستوى عالٍ، ضم أجهزة استخبارات إيرانية، وقطرية، وتنظيمات إرهابية كبيرة، وعقدوا الاتفاق على تنفيذ العملية بحيث تضم الثلاثة الكبار الذين يمثلون ركيزة أمن وأمان واستقرار المنطقة، الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، وخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفى ضوء تبادل المعلومات، وتكشّف خيوط العملية برمتها، تحركت الأجهزة الأمنية سريعا، وقدمت تقاريرها لحكامها الثلاثة، محذرة من خطورة الأمر، وعلى ضوء ذلك قرر الثلاثة الكبار عدم المشاركة، وهو الأمر الذى أثار غضب وسخط إيران وقطر وأعوانهما من التنظيمات المتطرفة، لفشل الخطة.
لم يكن غياب الرئيس السيسى والملك سلمان والشيخ محمد بن زايد، صدفة، وإنما بناء على معلومات مؤكدة عن خطة الاغتيال وإثارة الفوضى، بجانب أن مسرح العمليات فى نواكشوط يحتاج إلى جيوش لتأمينه، ولا تستطيع مجموعات تأمينية صغيرة السيطرة على الأوضاع، مهما كانت قدراتها، وتسليحها، وفى ظل أيضا تردٍّ أمنى مخيف فى موريتانيا.
الأيام القليلة المقبلة، ستكشف أيضا عن وقائع جديدة ومهمة عن جزء كبير من تفاصيل الخطة الجهنمية التى كانت تهدف إلى إحداث فوضى كبرى فى المنطقة، والنيل من الدول الثلاثة الكبرى، جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية.