ما يزال أحفاد أتاتورك أو"الذئب الأغبر" كما يسمونه فى تركيا "يحلمون بإحياء الإمبراطورية العثمانية وهى رميم".. فرغم الضربات المتلاحقة إلا أن أحلامهم ما تزال وردية فى زمن انتهت فيه الإمبراطوريات من اليابان إلى أثيوبيا.
فى تركيا ما يزال الحلم قائمًا وهم يحتفلون فى 29 أكتوبر من كل عام بالعيد الوطنى اليوم الذى أعلن فيه أتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية وقيام الجمهورية التركية العلمانية.
وأبرز ملامح الاحتفال العرض العسكرى الذى يضم وحدات من مختلف تشكيلات القوات المسلحة برًا وبحرًا وجوًا، إلا أنه تتقدم طابور العرض وحدة راجلة تمثل الجيش العثمانى الذى غزا العالم الإسلامى وأنشأ الإمبراطورية العثمانية التى حكمت عشرات السنين وهم يحملون الرماح والسيوف والأعلام ( كما فى الصورة المرفقة) وقد قدر لى حضور أحد تلك الاحتفالات ، وعند مرور هذه الوحدة وجدت الجالس بجوارى يميل على قائلاً "إنهم أجدادى وكلما رأيت هذه الوحدة فإن شعر بدنى كله يقف فخراً بهم وبإذن الله ستعود أمجادهم".!
هكذا يحلم العامة وهو بالتأكيد حلم أردوغان الذى يتبنى الإرهاب العالمى ظناً منه أنه سيكون سنده وهو يرتدى الزى الإسلامى ليخدع العالم كله شرقه وغربه.
وقد تمكن أتاتورك من ترسيخ العلمانية فى تركيا حتى أن الغالبية على المستويين الرسمى والشعبى مولعون به إلى درجة التقديس!.. فقد شاهدت فى اسطنبول بناية من إثنى عشر طابقاً عليها صورته بطول طوابقها وهى تظهر فى خلفية صورة طابور عرض الوحدة العثمانية.. والأكثر زرت متحفه فى أنقرة وسمعت الكثير عن سيرة حياته، وشاهدت الكثير أيضاً من مقتنياته من العصا البندقية إلى السيجار والسيارات، لكن الشىء المذهل أن المتحف يتضمن صوراً متعددة لجنازته، إلا أن المرشد السياحى يتوقف عند صورة كبيرة لمراسم دفنه، ويؤكد أن السحابة الموجودة فى رأس الصورة تشكلت على هيئة أتاتورك لحظة دفنه!! ولله فى خلقه شئون!.
فكيف للحلم الأردوغانى أن يتخطى تلك القناعات الأتاتوركية وهو يتشدق بالإسلام رغم ما حدث مؤخرًا وكان كابوسًا أفزعه هو ومن يقفون خلفه ومعه سرًا وعلانية؟ فهل يصحون من نومهم؟ ويدركون وعورة طريقهم لعدم صدقهم وإخلاصهم، فى زمن انقضى فيه عهد الإمبراطوريات وانكشفت الأساليب والنيات!
حمدى نصر يكتب:كابوس الأحلام الأردوغانية فى إحياء الإمبراطورية العثمانية
الخميس، 28 يوليو 2016 02:00 م
الإمبراطورية العثمانية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة