أكرم القصاص

داعش وأردوغان انقلابات وتحالفات

الأربعاء، 06 يوليو 2016 08:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الرئيس الفرنسى شارل ديجول يشاهد وزير خارجيته وهو يتابع الأحداث ويضع خريطة فرنسا، نظر وأشار إلى خارطة الكرة الأرضية وقال: السياسة هنا وليست هنا، كان القصد أن كل صراع أو تقاسم نفوذ يؤثر على كل الجهات والأطراف والدول، ولا يظن أحد أنه بعيد عن تأثيرات السياسة والنفوذ الدولى، كانت الحرب الباردة بين السوفييت والأمريكان وحلفائهما أبسط من الحروب التى تجرى اليوم بعد العولمة. حرب النفوذ والدعاية والتسويق، ومن الصعب استنتاج قانون يحكمها، إلا المصالح هى الحاكم والمتحكم فى السياقات السياسية، لاعواطف ولا مثل عليا، ولا أخلاق.

ومن هنا يمكن تفهم التحالفات القائمة فى المنطقة، أو العالم، وتحولاتها وانقلاباتها، هناك بالطبع القليل جدا من التحالفات الاستراتيجية الدائمة، لكن الأغلب هى تحالفات وعلاقات تتعلق بالمصلحة، ولهذا لا يفترض أن يندهش البعض من تحولات تركيا تجاه المنطقة، فقد كان أردوغان حليفا لبشار الأسد ثم انقلب عليه وساند أعداءه، وتقارب مع قطر لتمويل تنظيمات مسلحة بزعم أنها معارضة سورية اتضح أنها مرتزقة تعمل بالوكالة لمن يدفع.

تصور رجب طيب أردوغان أنه يمكنه اللعب بكل الأوراق والفوز فيها، لكن مع الوقت ظهرت تحولاته ولعبه على الجبهات المتعارضة، ولهذا فقد انقلب عليه حلفاء سابقون وعاد هو ليعيد بناء علاقاته مع روسيا ومع إيران وحتى مع بشار الأسد، حيث تسربت أنباء على اتصالات مباشرة أو غير مباشرة، ولن يكون مفاجئا أن يتم الإعلان عن إعادة علاقات أردوغان ببشار، مثلما كان الأمر مع إسرائيل أو روسيا، ولهذا يمكن النظر إلى التفجيرات التى تنفذها داعش، ضد تركيا، حيث الحليف الأقرب الذى قدم كل الدعم لداعش والنصرة ومقاتلى القاعدة وغيرها.

أردوغان اليوم يواجه تفجيرات وعمليات إرهابية، فى السابق كان يتهم حزب العمال الكردستانى، اليوم لم ينف الاتهام عن داعش، لأن لديه معلومات عن تغيرات فى خرائط التحالفات القديمة، داعش يفجر فى تركيا، وبعدها فى المملكة العربية السعودية. وسبق أن نفذت عمليات فى الكويت والسعودية.

لقد نفذ داعش والنصرة وجيش الإسلام وكل التنظيمات السلفية فى سوريا أكبر مجازر وجرائم حرب، أعادت مجازر التتار والمغول، حيث لا أفق ولا أخلاق تحكم هذه الهمجية، هؤلاء كانوا يمارسون ذلك بدعم وتمويل ومساندة من الدول التى تصورت أنها يمكن أن تحصل على النفوذ بقطاع الطرق، لكنهم اليوم يدفعون ثمن محاولات توظيف العصابات. فقد وصل القتل إلى أبوابهم وغرف نومهم بعد أن ظنوا أنهم بعيدون عن التهديد، لأنهم تصوروا أن السياسة تدور حسبما يريدون فى خرائطهم، بينما تتفاعل وتصنع فى العالم كله، ولا أحد يتعلم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة