ملوك الطوائف متشابهون مع رؤساء العرب الآن!
فى تاريخ الأندلس العديد من النكبات التى لا تختلف كثيرًا عن النكبات والنكسات التى مرت وتمر على العرب والمسلمين الآن، فقصص ملوك الطوائف فى التاريخ الأندلسى لا تختلف كثيرًا عن تاريخ ملوك ورؤساء العرب الآن، وهو ما أكده الدكتور عبدالحليم عويس فى وثيقته التاريخية الخطيرة التى لا تقل أهمية عن دراسة الدكتور خالد الخالدى، حيث كشف الدكتور عويس العديد من الحقائق والكوارث التاريخية التى لو درسناها جيدًا لتوقفت سلسلة السقوط للدول العربية التى يتشابه تاريخها مع تاريخ ملوك الطوائف بالأندلس.
يقول الدكتور عويس: لقد جرى عليها ما جرى على الفاطميين بعد ذلك فى مصر، وما جرى على المماليك أيضًا.. لقد ضاعت الزعامة منهم عبر انقلاب سلمى لم تُرق فيه قطرة دم! ولقد ولى أمر الخلافة طفل فى السابعة من عمره يدعى «هشام»، ولما لم يكن بإمكانه حكم البلاد، فقد كانت أمه «صبح» وصية عليه، ولم تستطع «صبح» هذه أن تنفرد بالسلطة، فقد أشركت معها فى الأمر رجلاً من أغرب الرجال وأقدرهم، يدعى المنصور بن أبى عامر.
وقد نجح هذا المنصور فى أن يعبر الانقلاب السلمى بنجاح، ويحول الخلافة الأموية فى الأندلس إلى ملك ينتسب إليه، ويرثه أبناؤه من بعده، وإن كان لبنى أمية الاسم الرمزى، والخلافة الصورية. ولم يمض أكثر من أربعين سنة حتى كانت دولة العامريين قد أصبحت آخر ومضة تمثلت فيها دولة الخلافة الأموية فى الأندلس، وبسقوط دولة العامريين التى قامت على غير أساس، انفرط عقد الأندلس، وظهر بهذه الأرض الطيبة عصر من أضعف وأردأ ما عرف المسلمون من عصور الضعف والتفكك والضياع.
لقد ورث خلافة الأمويين أكثر من عشرين حاكمًا فى أكثر من عشرين مقاطعة أو مدينة، وقد انقسم هؤلاء الحكام إلى بربر وصقالبة وعرب، وكانت بينهم حروب قومية لم يخمد أوارها طيلة السنوات التى حكموا فيها، ولقد ترك هؤلاء الملوك المستذلون الضعاف الملوك النصارى يعيثون فسادًا ويتقدمون فى بلادهم، وانشغلوا هم بحروبهم الداخلية، وباستعداء النصارى بعضهم ضد بعض، وتسابقوا على كسب النصارى، وامتهنوا فى ذلك كرامتهم وكرامة الإسلام، فدفعوا الجزية، وتنازلوا طوعًا عن بعض مدنهم للنصارى، وحاربوا فى جيوش النصارى ضد المسلمين من إخوانهم فى المدن الأخرى من أرض الأندلس الإسلامية!
ولا يستطيع المرء أن يزعم أن باستطاعته أن يحصى كل مساوئ الفترة المسماة بفترة ملوك الطوائف، ولقد أدى التنافس بين هؤلاء الملوك إلى رفعة منزلة الشعراء والأدباء والمطربين، ولم يكن ذلك حبًا فى الأدب، ولا إعجابًا بفن الطرب، إنما كان ذلك من جملة أساليبهم فى حرب بعضهم بعضًا، وفى محاولة تحصيل المجد والشهرة المزيفين. وقد اشتهر من بين هؤلاء الملوك المتنافسين أسرة بنى عباد التى نبغ فيها المعتمد بن عباد كأمير مشهور عاطفى، وكشاعر كبير ذى قلم سيال!
ولقد استفحل الخلاف والتنافس بين هؤلاء الملوك، كما استفحل كذلك ضعف كل منهم، وكان من نتائج ذلك طمع النصارى فى إشبيلية وفى المدن الأندلسية الأخرى، ولئن كان للمعتمد بن عباد من فضل، فإن ذلك الفضل لن يكون إلا فى محاولته مقاومة هذا الخطر حين رأى دنوه من أبواب المسلمين، ولم يكن أمامه من مخرج غير الاستعانة بقوة المغرب العربى، فاستعان بالمرابطين فى المغرب الأقصى، وعندما كان بقية ملوك الطوائف يبدون خشيتهم من المعتمد، قال لهم كلمته المشهورة: «لأن أرعى الجمال فى صحراء العرب، خير من أرعى الخنازير فى أرض الصليبيين».
ولقد تقدم زعيم المرابطين يوسف بن تاشفين فعبر البحر وجبل طارق لنجدة المسلمين فى الأندلس، وحقق فى معركة «الزلاقة» سنة 479هـ/ 1086م انتصارًا كبيرًا ساحقًا على النصارى، كان من أثره مدّ عمر الإسلام فى الأندلس فترة أخرى من الزمن.. وللحديث بقيه غدًا إن شاء الله.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سليل الأندلس
أبدعت وأصبت
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد المصري
الاحتلال الاسلامي
عدد الردود 0
بواسطة:
ربيع حسين
أفيقوا يرحمكم الله .... أين الحق ؟ أين العدل ؟؟؟ ألبس هذا غزوا وإحتلالا ..أم وضع يد؟؟