جددت جولة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نيتنياهو، الحديث عن مفارقة تتبدى خلال السنوات الخمس الأخيرة أن إسرائيل تبدو هى الدولة الأكثر أمنا واستقرارا وسط أنواء الفوضى وتحولات النفوذ، ويخطئ من يحاول قراءة الجولة الإسرائيلية لتجديد العلاقات مع دول أفريقيا بمعزل عما يدور على خارطة السياسة والصراع فى أفريقيا والشرق الأوسط، فقد غرقت دول المواجهة الرئيسية فى فوضى الحرب الأهلية.
بدا الأمر بغزو وتدمير العراق قبل 13 عاما بعد صدور تقرير لجنة جون تشيلكوت، وتأكيده أن زيف المعلومات بشأن أسلحة الدمار الشامل العراق، وبعد سنوات دخلت سوريا فى فوضى الصراع من خلال آلاف المقاتلين بالوكالة لتنظيمات دينية طائفية وعرقية أتت على سوريا، ليبيا هى الأخرى خرجت وخضعت لعمليات تدمير ممنهجة، المفارقة الأهم أن التنظيمات المسلحة داعش والنصرة وجيش الإسلام والفتح وبيت المقدس، تخوض حروبها بشعارات دينية، بينما نتائج أعمالها تصب فى صناديق الفوضى وتفتح أبواب التدخلات والتقسيمات.
ظلت إسرائيل بعيدة عن التهديد من كل التنظيمات، بل إنها التقطت أنفاسها من انشغال وانكفاء كل الدول العربية على صراعاتها، وانشغالاتها فى حروب أهلية وطائفية أو مشكلات اقتصادية وسياسية تبدو بلا حل قريب، وحتى الدول التى لم تطلها رياح الصراعات تواجه تفجيرات وهجمات إرهابية من داعش وأخواتها، ناهيك عن الصراعات الطائفية فى العراق وسوريا.
إسرائيل كانت نقطة الارتكاز للسياسة التركية مؤخرا، وسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتمتين علاقاته مع تل أبيب، وكانت روسيا تنسق مع إسرائيل فى تحركاتها بسوريا وضرباتها لداعش، قطر ترتبط بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل، وفى نفس الوقت اشتركت مع تركيا فى تدعيم التنظيمات الإرهابية، وتمويل الفوضى فى العراق وسوريا وليبيا، بينما كانت أنقرة والدوحة، تلعب دورا فى السيطرة على حماس وأوراق الصراع، وانتهى الأمر بإبعاد إسرائيل عن التهديد وانشغال فصائل فلسطينية بمنافسات النفوذ والسلطة.
كل هذه الأوراق العلنية والسرية تصب لصالح «إسرائيل آمنة»، بما يسمح لها بالتحرك وتنمية علاقاتها، ومحاولة فتح أبواب العلاقات التجارية، والصفقات الاقتصادية، فضلا عن كونها بوابة لأمريكا، وهو أمر يفترض أن ندركه ونحن نتابع ملفات التحركات الاستراتيجية والتكتيكية، من دون البقاء عند مراحل لوم الذات، أو التهوين والتهويل فى قراءة الأمر، الأمر بحاجة إلى نظرة واقعية تراعى توازنات القوى والمصالح فى عالم يتشكل قسرا، ويفرض التحولات كل يوم، ومنها النظر إلى تحركات إسرائيل فى أفريقيا، التى لا تنفصل عن تحركاتها وعلاقاتها شرقا وغربا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
كيف تتصور إسرائيل بدون امريكا واوروبا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
انت في الحقيقه تتعامل مع فكر أمريكى يصعب اقناعه بالواقع السياسى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
الفوضى العربيه يصاحبها أمان إسرائيلى. .
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
إرضاء إسرائيل من أهم أهداف امريكا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
د. جيكل و مستر هايد (دكتوراه من الأتحاد الأوروبى فى العداله و الديمقراطيه الأنتقائيه)
بالتكنولوجيا تتقدم الأمم وليس بالفهلوه و الرشاوى و الفساد ومشاهده الدراما المسمومه
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
هناك ميزه عظيمه يجب استغلالها وهى تعدد الدول العربيه كقوة واحده
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
علي العرب أن يعوا أن قوتهم هي التي تفرض شروطهم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام مطاوع
التعليم هو سر التقدم
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
الفساد يشوه كل ما نصبو اليه من نهضه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
إذا وجد الفساد وجد الفشل..ياليتهم يسمعون
بدون