أكرم القصاص

النصرة.. وترتيب أوراق الإرهاب فى سوريا

الإثنين، 01 أغسطس 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد تبدو بعض تحركات التنظيمات الإرهابية بسوريا والعراق فكاهة. لكن خلف هذه الفكاهة عرض خدمات على أمريكا ودول التمويل مقابل الحصول على فرصة بقاء، من هنا يمكن قراءة رسالة جبهة النصرة، التى أعلنت فيها الانفصال الشكلى عن تنظيم القاعدة، بعد إعلان اتفاق أمريكى روسى لشن هجمات على داعش والنصرة، خرج المدعو أبو محمد الجولانى أحد كاركترات الإرهاب، ليعلن تغيير اسم جبهة النصرة إلى فتح الشام، ويتحدث عن مواصلة أعمالهم، ثم يخرج متحدث القاعدة ليبارك الانفصال, النصرة لم تكن بعيدة عن أمريكا طوال الوقت، وتراهن النصرة بتغيير الاسم على تقديم نفسها بشكل جديد، بحثا عن تمويلات من قطر وتركيا.

الجولانى مصرى الأصل مثل نائب زعيم القاعدة عبدالله رجب وكنيته أبو الخير، ظهرا فى توقيت واحد، فيما يبدو أن تنظيم القاعدة وأيمن الظواهرى يبحث عن دور يمكن القيام به ضمن عملية ترتيب أوراق فى المنطقة باتفاقات وتقاطعات أمريكية وروسية، وبعد أن تلقت التنظيمات المسلحة هزيمة فى حلب ومناطق مختلفة من سوريا.

الجولانى والنصرة يحاولان احتلال مكانة ظل داعش يحتلها قبل أن تنقلب عليه أمريكا على الأقل فى الظاهر، وربما يتصور الجولانى وتنظيمه أنهم يمكن أن يلعبوا دورل لصالح أمريكا أو أى جهة تضمن لهم التمويل والحماية، فى واقع قد يطيح ببعض هذه التنظيمات، خاصة التى تبتعد عن أهداف أمريكا.

ولايستبعد أن يرسل جولانى النصرة برسائل يجس بها النبض بحثا عن ضامن جديد وكفيل، مقابل خدمات يقدمونها مثل الخدمات التى قدموها خلال السنوات الأخيرة. ويبدو أن غريزة المرتزقة تشير إلى تنظيمات الإرهاب بأن هناك ترتيبات وعليهم الحصول على مكان فيها. حتى لو كان الثمن أن يغير النصرة اسمه إلى فتح الشام، وخطاب قد يبدو فى الظاهر فكاهيا، لكنه مدروس، فالجولانى يتهم النظام السورى بالطائفية والعدوان ويخاطب أمريكا بين السطور بأن تنظيمه جاهز لتقديم خدماته، ربما طمعا فى أن تضمه واشنطن إلى خطوط الحماية بالاتفاق مع الروس.

المفارقة أن أمريكا صنفت النصرة كتنظيم إرهابى وهو نفس التنظيم بعد تغيير الاسم وربما يرافقه تغيير النشاط وعرض خدمات جديدة ضمن ترتيبات الأوراق للإرهاب والسياسة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة