انتقد أكثر من 150 ألف شخص، شركة جوجل لإزالة فلسطين من خدمة خرائطها ووقعوا عريضة واستخدموا هاشتاج #PalestineIsHere للتعبير عن استيائهم واتهام جوجل بإزالة فلسطين من على خدمة الخرائط، لكن المشكلة الأكبر أن هذا الأمر لم يحدث قط، ففلسطين مثل المناطق الأخرى المتنازع عليها، تعرضت لمشكلة كبيرة على أداة رسم الخرائط الأكثر شعبية فى العالم، فلم يتم إزالتها بل لم تكن موجودة فى المقام الأول.
ووفقا لجريدة الإندبندنت، تعد أزمة جوجل وفلسطين مجرد مثال آخر على كيفية تعامل "جوجل" مع المناطق المتنازع عليها، إذ يعامل عملاق محركات البحث تلك المناطق بطرق معينة، وتظهر خطوط منقطة على خدمة الخرائط تشير إلى وجود مشكلة حدودية مع عرض الخرائط بشكل مختلف للمستخدمين فى كل بلد.
ويبدو أن ذلك ما حدث فى فلسطين بطرق مختلفة لفترة طويلة، ولم يحدث فقط مع فلسطين وإسرائيل بل تكرر مع عدد من الدول الأخرى، إذ يوجد موقع يحمل اسم Disputed Territories أو المناطق المتنازعة يجمع الطرق المختلفة التى يعرض بها جوجل المناطق التى تعانى من مشاكل متعلقة بالحدود، ويظهر الموقع أن منطقة شبه جزيرة القرم على خدمة خرائط جوجل تظهر فى شكل خط متقطع يؤيد وجهة نظر الولايات المتحدة أن هذه المنطقة محتلة، ولكن فى روسيا يظهر خط الحدود صلب، إذ ضمت روسيا رسميا شبه جزيرة القرم.
ولم يتم تحديث هذا الموقع منذ يونيو عام 2014، لذلك لا يشمل بعض النزاعات الإقليمية الأكثر حداثة، لكنه يشمل العديد من المناطق المتنازع عليها، مثل شبه جزيرة القرم وأكثر الأماكن المتنازع عليها منذ فترة طويلة مثل كشمير.
يعرض جوجل أيضا البلدان المتنازع عليها بشكل مختلف عن الدول والبلاد العادية، وهو ما يشمل نحو 30 دولة، فبدلا من إظهار الحدود يبحث عن البلاد، ويشير جوجل إلى مركز هذا البلد بدلا من إظهار الحدود، وتشمل تلك القائمة إسرائيل وفلسطين، لكنه يشمل أيضا دولا أكبر بكثير لمجرد وجود جزء واحد من حدودهما متنازع عليه، بما فى ذلك روسيا والهند والصين.
ويعد هذا الجدل الفلسطينى الجديد بعيد كل البعد عن الغضب الأول الذى كان سببه تصوير خرائط جوجل للأراضى الدولية، ولا تعد هذه العريضة الأكثر خطورة ضد خدمة خرائط جوجل، ففى عام 2010 وجه إلى جوجل اللوم للتسبب فى حرب بين نيكاراغوا وكوستاريكا.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات التى وجهت لجوجل فى الفترة الأخرة، إلا أنها تلقت الشكر أيضا فى عدد من الحالات، ففى عام 2013 ذكرت العديد من التقارير اعتراف جوجل بها كدولة، وتغيير النص على الصفحة الرئيسية لمحرك البحث بفلسطين من الأراضى الفلسطينية إلى "فلسطين"، لكن وجهت للشركة انتقادات بسبب طريقة عرض الطرق للراغبين فى استخدام خدمة الخرائط الخاصة بها عند السفر فى جميع أنحاء فلسطين وإسرائيل، ففى عام 2014 ذكر موقع "ديلى دوت" توجيه خرائط جوجل المستخدمين إلى طرق غير أمنة قد تتسبب فى تهديد حياتهم.
بدوره قال مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، إن هذا الموقف من جوجل دليل على أن هذه الشركة العالمية تتعامل بأجندة سياسية واضحة ومحددة ضد الدول العربية وليس بمهنية كما تدعى، كما أن حذف فلسطين من الخريطة يؤكد انحياز شركة جوجل لخدمة أهداف اسرائيل.
واقترح بكرى أن تكون هناك حملة مضادة لموقع البحث جوجل لردعه عن ممارساته ضد الدول العربية وفلسطين تحديدا واللجوء للهيئات الدولية لإرغامه على تبنى الحقائق التاريخية المعروفة وعودة فلسطين مرة أخرى الى الخريطة.
فيما أكد اللواء نور الدين عبد الرزاق، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن هذا الإجراء يأتى ضمن المخطط العالمى الصهوينى ضد الدول العربية والذى بات معروفا للجميع فكل هذه المواقع تعمل لصالح إسرائيل ضد القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن لجنة الشئون العربية ناقشت هذه القضية من قبل داخل مجلس النواب.
وطالب عبد الرزاق، الدول العربية بأن تتكاتف فى ظل سياسات الدول الغربية، مشددا على ضرورة أن يكون هناك مواقع بحث عربية يتبناها الأمراء العرب وينفقون عليها لتكون فى مواجهة هذه المواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة