وائل السمرى

مايكل فيلبس.. أسطورة حقيقية لا تشبه «محمد رمضان»

السبت، 13 أغسطس 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بـ26 ميدالية أولمبية، منها 22 ميدالية ذهبية وفضيتان وبرونزيتان حفر السباح الأمريكى «مايكل فيلبس» اسمه كأعظم رياضى فى الكون، متغلبا على جميع الرياضيين فى العالم منذ نشأة التاريخ وحتى الآن، ومتغلبا أيضا على %80 من دول العالم فى عدد مرات الفوز بميداليات دورات الألعاب الأولمبية، وفى هذه الأرقام «المخيفة» التى حققها اللاعب رسالة تقول، إن عصر الأساطير لم ينته مثلما يدعى البعض، وإننا نرى بأعيننا الآن أسطورة حية فيها الكثير من الدراما، والكثير من التحدى، والكثير من كسر المسلمات والكثير من تحطيم الأرقام القياسية، بما يؤكد للجميع أن البشرية لا تعرف الحدود، وأن هناك دوما «رقما قياسيا» وهناك دوما «أسطورة» ستحطم هذا الرقم القياسى لتحفر اسمها بأحرف من «عَرَق».
 
صنفه المجتمع منذ طفولته بأنه «مريض نفسى» إذ كان يعانى منذ صغره من صعوبة التركيز وفرط الحركة وعدم القدرة على القراءة، وفى هذا التحول المهول يكمن الفارق بين المجتمع العاقل والمجتمع المخبول، فقد وقف المجتمع الأمريكى بجوار أحد أبنائه حتى حول هذا المرض إلى نجاح مجلجل، وكانت السباحة هى كلمة السر، فقد استطاع مايكل فيلبس منذ صغره إثبات جدارته وحفر اسمه فى نادى الأرقام القياسية بما أهله ليتحول إلى أيقونة عالمية تتخطى حدود أمريكا، وتتخطى حدود التاريخ لتحلق وحدها فى فضاء صنعته بنفسها لنفسها، تاركة رسالة لجميع اليائسين والمحبطين تقول، إن الثقة فى النفس هى أول مفاتيح السعادة والتحقق والإنجاز، وإن المجتمعات العاقلة تخرج من مرضاها النفسيين أبطالا حقيقيين، بينما فى المجتمعات الأخرى مؤسسات كاملة، مهمتها الوحيدة تحويل ملايين الشباب الصالحين إلى «عبده موته» و«رفاعى الدسوقى».
 
«لا أحد يضع على كاهلى ضغوطا أكثر مما أضعه أنا» هذا هو التصريح الأهم من وجه نظرى لمايكل فيلبس، إذ يؤكد أن الطريق الوحيد إلى النجاح هو أن تكون أنت أقسى ناقديك، وأن تكون أشد على نفسك من الأعداء فتحقق بذلك ما لا يتوقعه أحد، وإنى على يقين من أن هناك الآن فى أمريكا من يجهز لإعداد فيلم سينيمائى يخلد مسيرة هذا البطل العالمى فى أذهان الجميع، بينما لا يشغلنا الآن سوى إعداد نسخة باهتة من «أسطورة» محمد رمضان لتحويل البقية الباقية من شبابنا العاقل إلى مسوخ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة