كريم عبد السلام

ترامب يعنى ترامب

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخطاب الأخير للمرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب فى أوهايو وضع نقاطا عديدة على حروفها الساخنة، وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه المرشح الأفضل للعالم خلال الفترة المقبلة، وأن الجمهوريين يمكن أن يعالجوا الكوارث التى ضرب بها الديمقراطيون الكوكب كله من حروب أهلية وحروب إقليمية وتصعيد لجماعات القتل المؤدلجة والمنظمات الإرهابية التى تتخذ من الإسلام شعارا لها زورا وبهتانا.
 
ترامب فى خطاب أوهايو تبنى خطابا مغايرا للخط العام الذى يسير عليه، فلم يعد ذلك المرشح العدائى الذى يثير الجدل بالهجوم اللاذع على خصومه، أو بارتداء قناع العنصرية ضد الأقليات والملونين والمرأة، بل تحدث باعتباره رجل دولة عظمى خاصة على مستوى السياسة الخارجية، كما واجه الإدارات الديمقراطية المتعاقبة خلال السنوات الثمانى الماضية بجرائمها وخطاياها تجاه العالم، ومنها بالطبع صناعة تنظيم داعش.
 
ترامب أعلن بوضوح، وهذا هو ما يهمنا فى الأمر باستراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب بالتعاون مع مصر والأردن، وهو ما يتضمن الحفاظ على الدول المستقرة فى الشرق الأوسط وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة فى مواجهة الجماعات والتنظيمات والميليشيات، وهو المفهوم الذى سعى الديمقراطيون إلى تدميره وإلغائه بناء على نظريات صماء.
 
والأهم أن ترامب أعلن حال وصوله للرئاسة، عن تعاونه مع الرئيس السيسى بعد أن أصبح السيسى أيقونة مواجهة الإرهاب فى العالم رغم كل الظروف المعاكسة والمؤامرات المعلنة التى يعرف عنها ترامب الكثير، مما يعنى أن وصول المرشح الجمهورى للبيت الأبيض يعنى ضمنيا حظر جماعة الإخوان وكل التنظيمات الإرهابية المنبثقة عنها وتجميد أرصدتها وسحب الغطاء السياسى عنها، وتجفيف منابع التمويل الخاصة بها، وقطع قنوات الاتصال بينها وبين الذيول التى تتولى مهمة التشهيل والتسهيل مثل تركيا وقطر. 
 
تخيلوا، كيف يمكن أن يكون عليه الشرق الأوسط والمنطقة العربية حال وصول ترامب، وبالتبعية اختفاء الحروب الأهلية وسحق الميليشيات المسلحة وجماعات الموت ومرتزقة الدمار؟ تخيلوا فرص التنمية الواعدة التى يمكن أن تكون فى متناولنا جميعا حال تحقق الاستقرار السياسى وتعطيل مشروع الفوضى الخلاقة الإجرامى؟ تخيلوا ضرورة أن يأتى ترامب رئيسا وليس الحرباء كلينتون.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة