أكرم القصاص

هيلارى وأوباما.. خصوم شركاء حلفاء

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ولا تخلو السياسة من مفارقات، ومصالح تفرض نفسها، وتتصالح، وهى إحدى حقائق السياسة عمومًا، والتحالف بين الخصوم وارد بنفس الدرجة. يتحول الخصوم إلى حلفاء، والعكس، والحسم فى ذلك للمصالح. 
 
قبل ثمان سنوات تقريبًا، كانت هيلارى كلينتون تخوض منافسة حامية مع باراك أوباما، فى تصفيات الحزب الديموقراطى فى انتخابات الرئاسة. خاضا معركة لم يتورع كل طرف فى استعمال كل أسلحة الدعاية، والتفتيش عن عيوب الآخر.
 
 وصلت الهجمات إلى حد اعتبار أوباما متطرفًا دينيًا وإسلاميًا، لكونه ابنًا لحسين أوباما، الذى انفصل عن أمه وعاد إلى كينيا. وانتقل باراك مع زوج أمه الإندونيسى لولو ستورو إلى إندونيسيا وتعلم هناك حتى العاشرة، فى مدارس بعضها إسلامية، نشرت هيلارى وقتها صورًا له بملابس إسلامية. ورد باراك أوباما باعتبار اتهامات هيلارى منافسته أنها متطرفة. وقتها انضم  الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون لزوجته هيلارى فى الهجوم على منافسها باراك أوباما داخل الحزب الديموقراطى،  بعنف اعتبره مراقبون «غير لائق». 
 
لكن بعد هزيمتها داخل الحزب الديموقراطى، وتأكد أن باراك أوباما هو مرشح الديمقراطيين، وفى يناير 2008 انقلبت الصورة وتراجعت هيلارى عن اتهامها، وأعلنت وقوفها مع المرشح باراك أوباما، وقالت إنهما يمكن أن يشكلا معًا فريقًا متجانسًا من رئيس ونائب.
 
 بل إن هيلارى تبرأت من اتهامات زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون  لأوباما واعتذرت، وقالت إنه بالغ قليلًا فى هجماته على خصمها باراك بسبب حبه لها وقلة النوم. بل بيل كلينتون نفسه فى أكتوبر 2008 قبل أسبوع من بدء السباق بين باراك أوباما المرشح الديموقراطى، والجمهورى جون ماكين عاد بيل كلينتون ليصف أوباما بأنه «مستقبل أمريكا» وظهـــر كلينتون للمرة الأولى محتضنًا المرشح وقتها باراك أوباما، ووصفه بأنه «لا يمتلك فلسفة وسياسة أفضل فحسب، بل إن لديه أيضًا إمكانيات أفضل لاتخاذ قرارات وتنفيذها». 
 
سارت الأمور ليفوز باراك أوباما، ويختار هيلارى كلينتون منافسته السابقة، وزيرة للخارجية. قبل أن تترك المنصب وتبدأ رحلتها نحو الرئاسة. ويعلن الرئيس أوباما مساندتها، ويصرح بأنه يعرف مواطن القوة والضعف عند مرشحة الديمقراطيين هيلارى كلينتون، لكنه يراها «الأكثر استعدادًا لخلافته فى الرئاسة» بينما أعلن أن دونالد ترامب خطر على أمريكا، وفى حال فاز ترامب يمكن أن تنقلب الصورة، مثلما تقلبت بين أوباما وهيلارى، إنها السياسة، هكذا دائمًا المصالح تحكم خصوماتها وتحالفاتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة