ارقام الاحصاء دفعت "اليوم السابع" الى جولة ميدانية فى عدد من المناطق العشوائية للتوصل مع مواطنين يعيشون فى نفس هذا المعدل للتعرف على كيفية تغلبهم على ظروف الحياة القاسية بهذا المبلغ الزهيد، وما هى الحلول التى يلجأون اليها للوفاء باحتياجاتهم اليومية التى تفوق دخولهم المادية.
بائع الخضار
"قرب شوف جرجير طازة"، "قرب أشترى طلبات السلطة"،. بهذه الهتافات ينادى محمد حامد "بائع خضار" زبائنه فى سوق بولاق، اقتربنا منه ليخبرنا عن دخل العربة الصغيرة التى يكسب منها دخله اليومى، فبدأ كلامه قائلاً "أنا شغلى يوم بيوم لو السوق فيه حركة ربنا يرزقنى بتلاتين جنيه لو مفيش حركة بكمل على سعر البضاعة من جيبى وأروح عليا فلوس".
"30 جنيها" هى أكثر مبلغ يتحصل عليه محمد من البيع، وعليه أن ينفق منه على أسرته المكونة من 5 أفراد، قائلا "لو فى يوم هشترى لبن وبامبرز للأطفال بيروح منى 20 جنيها، وأنا والمدام بنقضى يومنا بشوية فول بطماطم أو شوية مسقعة ولو العملية ماشية شويتين بنشترى كيلو وراك فراخ ونعمل معاهم شوية محشى".
"أغلب الأيام الدنيا بنعيش على أدنا لكن الواحد بيقول الحمد لله" بهذه العبارة تابع محمد حديثه مضيفاً "رأس مالى كله هو مفرش الخضار بـ 150 جنيه لو في يوم بعت بـ 100 جنيه ببقى مديون بـ 50، ومصاريف اليوم تكمل بالسلف ولما ربنا يرزقنا نسد لأن شعارنا أحنا الفقرا مع بعض. ليك وهتاخد وعليا وهسد".
أضاف بائع الخضار "أنا لما أحب أدلع ولادى وأفرحهم بدخل عليهم بكيلو فاكهة فى ايدى لكن لما بتكون العملية ملخبطة مبقدرش أعمل كده إلا مرة فى الشهر.. والحمد لله أحنا احسن من غيرنا".
بائع الذرة المشوى
"مشوى يا درة مشوى.. أحلى من الحمام يا درة".. بهذا الهتاف وقف سامح رمضان يروج لبضاعته فى سوق أرض اللواء موزع المهام بين يديه الأولى تشعل نار الموقد والثانية تحرك الذرة حتى لا تحرق، بدأ سامح وصف حاله بعبارة "أنا شغال على باب الله يوم بيوم لو قعدت فى البيت هنجوع أنا وعيالى وفى الشغل يوم نكسب ويوم نجيب بضاعة".
أكد سامح أن مصاريف طفلتيه تفوق مصاريفه وزوجته، وتابع سرده لتفاصيل حياته قائلاً "اللحمة والفراخ يدخلوا بيتنا كل شهر مرة وممكن مفيش لحمة ونستغنى عنها بكيلو وراك فراخ، لكن فى الأيام العادية شوية جبنة أو شوية فول وطعمية أو بطاطس، أى لقمة بتقضى".
"لو العيل تعب بستلف عشان أوديه للدكتور وكل شهر مطلوب منى إيجار وفواتير كهرباء بنص دخلى" تابع سامح حديثه مؤكدا أن الرفاهية بالنسبة لهم أن يذهب بأولاده الى حديقة الحيوان لأنها متنفس لكل الفقراء. "الدنيا ماشية برزق ربنا لانه مبينساش حد وبنعيش على أد الموجود ". اختتم بائع الذرة حديثه.
الحجة سامية بائعة النعناع
"تنزل الضغط وتريح المعدة يا نعناع" الحاجة سامية عبد الله استخدمت العبارة لجذب زبونها إلى النعناع الذى تضعه أمامها لبيعه فى موقف بولاق، تقول السيدة ذات الخمسين عاما "شوية النعناع بكسب فيهم 10 ولا 20 جنيه بصرفهم على عيالى، لأن جوزى مش بيصرف على البيت".
"ربع كيلو لحمة هو كل ما تستطيع الحاجة سامية شرائه "فى الأكل والشرب أحنا بنقضيها بأى حاجة موجودة شوية فول أو طعمية.. اللى عنده أمل فى ربنا مش هينام جعان".
بائعة النعناع لديها أربعة أبناء أحدهم مسافر إلى المملكة العربية السعودية ولكنه لم يجد عمل حتى الآن والثانى يدرس فى أحد المعاهد الحكومية ولديها بنت فى الصف الثالث الإعدادى، بالإضافة إلى ولد مريض غير قادر على الحركة ويحتاج إلى جهاز تعويضى يصل سعره إلى 5800 جنيها حسب قولها، مؤكدة أنها لم تدفع فواتير الكهرباء والمياه منذ عام لعدم قدرتها على سدادها.
عم صابر بائع العرقسوس
سارح فى ملكوت الله يروج لبضاعته بالطرق على "برطمان" زجاجى، هذا هو حال صابر أنور بائع العرقسوس، قائلا "أحنا بنشتغل فى الصيف وفى الشتاء بنستلف ونرجع نسد فى الصيف تانى وأحيانا بنجبر على السلف بالربا عشان أصرف على 6 عيال ومعاهم أمهم".
أضاف: "البطن لو اديتها لحمة مش مشكورة ولو أديتها عيش حاف مش مشكورة" مشيرا الى أن وجباتهم إما "فول وطعمية" أو "جبنة وعيش"، "حياتنا ماشية بالبركة لكن محدش بيرحمنا حتى التجار غلوا علينا سعر العرقسوس".
رجب بائع الطماطم
"حمرا وسلمية يا قوطة" رفع رجب بركات بائع طماطم فى سوق بولاق شعاره "أحنا أرزقية على الله قفص الطماطم بـ 80 جنيه لو أتباع 5 اقفاص فى اليوم يكون مكسبهم 20 جنيه بس، يا دوب بنمشى يومنا". وطالب الحكومة بدعم الفقراء الذين لا يملكون وظائف ثابتة عن طريق توفير معاش جيد لهم وخدمة علاجية محترمة.
موضوعات متعلقة..
الإحصاء: 19.7% من الأسر تنفق عليها نساء.. و27.9% من أرباب الأسر لا يعملون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة