رسالة حاسمة وقوية بعثت بها مصر إلى أطراف الأزمة اليمنية، سواء فى الداخل اليمنى أو فى المحيط الإقليمى، الذى يلعب فى اليمن بأن مصر ستبقى مساندة للشرعية ولن تتخلى أبدًا عن دعم الشعب اليمنى، انطلاقًا من محددات مختلفة على رأسها حماية الأمن القومى العربى والمصرى من أطراف إقليمية تحاول العبث به مستخدمة فى ذلك يمنيين يدينون بالولاء للخارج أكثر من حرصهم على دعم وتقوية الدولة اليمنية.
ربما جاءت مصادفة، لكنها كانت أيضًا رسالة، حينما استضافت القاهرة وعلى مدار أربعة أيام أحمد عبيد بن دغر، رئيس وزراء اليمن، فى وقت ناقض الحوثيون ومعهم جماعة على عبدالله صالح، ما انتهت إليه مشاورات الكويت، حينما دعوا ما سموه بالمجلس السياسى للانعقاد فى مقر البرلمان اليمنى بصنعاء، فى تأكيد جديد أن الحوثيين لن يتراجعوا عن انقلابهم، وأنه لا ينظرون بأى تقدير لكافة المساعى الدولية والإقليمية الرامية إلى حلحلة الوضع فى اليمن.
بالتأكيد كانت مصادفة، لكنها جملت معانى كثيرة، فالحوثيون وصالح يجتمعون فى مقر البرلمان اليمنى المغتصب منهم، والقاهرة فى نفس الوقت تستضيف الرجل الثانى فى الشرعية اليمنية بعد الرئيس عبدربه هادى منصور، وكأن القدر أراد أن يؤكد للجميع بأن مصر مع اليمنيين والشرعية الدستورية المدعومة من الشعب، وأنها أيضًا الملاذ الأمن لكل اليمنيين أن ضاقت بهم السبل.
بن داغر الذى استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزير الخارجية سامح شكرى، وأجرى أيضًا لقاءات مع شخصيات معارضة يمنية بالقاهرة، كان واضحًا وصريحًا حينما التقيته مع مجموعة من الصحفيين المهتمين بالشأن العربى واليمنى تحديدًا مساء الثلاثاء الماضى، بأن هناك تعويلا يمنيا قويا على الدور المصرى، خاصة فى النطاقين الإقليمى والدولى، مثنيًا فى الوقت نفسه على الدور المصرى بقوله «يكفينا وجودها فى التحالف العسكرى، وهى لو وقفت سياسيا وإعلاميا يكفينا هذا، لأن دورها مهم جدا ونحن راضون عن الدور المصرى»، مع الإشارة أيضًا إلى أن اليمن حصلت ولا زالت تحصل على الدعم السياسى والخارجى من مصر، خاصة من خلال عضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن.
بن داغر وصف زيارته للقاهرة بأنها «مكسب كبير ومحاولة للقاء القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس السيسى، ونحن الآن نتحدث عن حلول سياسية لا تضر مستقبلا باليمن والأمن القومى العربى والمصرى تحديدا، ونحن نتلقى دعم مصر فى مجلس الأمن، كما أكد لنا الرئيس السيسى استمرار هذا الدعم تجاه الشرعية اليمنية».
الدعم المصرى لليمن وفقًا لما سمعته من داغر لا يقتصر على الجانب السياسى فقط رغم أهميته، فهناك جوانب أخرى مهمة، أخذت جزءا مهما من مناقشات ومباحثات داغر بالقاهرة، منها استقبال اليمنيين بالقاهرة والتخفيف من قيود منح تأشيرة الدخول وهو ما وعد الرئيس السيسى بالنظر إليه، فضلًا عن طلب اليمن من مصر مشاركة المؤسسات المصرية فى عملية إعادة الأعمار المتوقع انطلاقها قريبًا، بالإضافة إلى مشاركة الأزهر فى تقديم المزيد من الدعم العلمى والدعوى لليمن من خلال استضافة أئمة اليمن لتدريبهم على برنامج مصمم لمواجهة التحديات والقضايا المعاصرة، التى تهم الشأن اليمنى، وتبث فيهم روح الانتماء والولاء للوطن، وذلك على نفقة الأزهر دعمًا للشعب اليمنى.
منذ اندلاع الأزمة اليمنية بانقلاب الحوثيين وعلى عبدالله صالح، على الشرعية الدستورية فى اليمن، ومصر تقف فى خندق واحد مع اليمنيين ضد كل محاولات تقويض الدولة اليمنية، التى وجدت نفسها فى حرب أمام عدوين هما إيران عبر ذراعها «الحوثيين»، وتنظيم القاعدة، وستبقى مصر مدافعة عن الدولة اليمنية، بإيمان قوى أن اليمن مصدر قوة للأمن القومى العربى، لذلك يجب الدفاع عنها أمام أية أطماع، لذلك جاءت رسالة الرئيس السيسى لرئيس وزراء اليمن، لتحمل كل أهداف الدولة المصرية تجاه الأزمة اليمنية: «دافعوا عن مشروعكم وقضيتكم وعليكم البناء فى المناطق التى تم السيطرة عليها من جانب الحكومة، وأن تتجنبوا الدخول فى صراع مُسلح طويل الأمد».
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
اليمن السعيد
مساندة الحكومه الشرعيه والتعاون المثمر وبقاء باب المندب بعيدا عن أيدي العابثين