"كارنيجى" للسلام الدولى: ابتعاد تركيا عن الغرب تكتيك متعمد لحشد الدعم فى الداخل والقيام بدور إقليمى أكبر.. أردوغان وحكومته استغلا تحركات الجيش لمصلحتهما.. والتغييرات السياسية تخدم أهدافا محلية ودولية

الأحد، 21 أغسطس 2016 01:58 م
"كارنيجى" للسلام الدولى: ابتعاد تركيا عن الغرب تكتيك متعمد لحشد الدعم فى الداخل والقيام بدور إقليمى أكبر.. أردوغان وحكومته استغلا تحركات الجيش لمصلحتهما.. والتغييرات السياسية تخدم أهدافا محلية ودولية عدم الاستقرار فى تركيا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال مركز كارنيجى للسلام الدولى إن ابتعاد تركيا عن الغرب منذ تحركات الجيش ضد حكومة رجب طيب أردوغان فى الخامس عشر من يوليو الماضى، إنما هو تكتيك متعمد لتعزيز الدعم المحلى لحكومة أنقرة والقيام بدور إقليمى أقوى.

وأشار المركز فى تقرير كتبه الباحث التركى قدير يالديريم بدورية "صدى" الصادرة عنه، إلى أن السياسة الخارجية التركية بدأت توجه أنظارها نحو الشرق بعد تحركات الجيش الأخيرة، ويعكس هذا التحول، خلافا للاعتقادات السابقة، خيارا متعمدا تم اتخاذه قبل يوليو، والدافع وراء هذا التغيير هو الرغبة فى تعزيز مكانة الحكومة داخليا واعتماد سياسة خارجية أكثر استقلالية وقوة.

وتابع التقرير قائلا: إنه على الرغم مما ذهب إليه المحللون بضرورة أن يساند الغرب تركيا، وأن أنقرة فى حاجة لأصدقاء منطقيين فى المنطقة بعد ما حدث فيها، وأن ما تقوم به الحكومة هو البقاء عبر الاكتفاء بالاستجابة للتطورات المحلية والدولية، إلا أن هذه التحليلات تغفل طبيعة التداخل بين السياسة الخارجية والداخلية.

ويقول تقرير كارنيجى إن الانفصال التركى المتوقع قريبا عن الكتلة الغربية ليس الأول من نوعه، فسبق أن قام بانفصال مشابه كلا من جمال عبد الناصر فى مصر، والخمينى فى إيران، غير أن الكاتب يقول أن المناورات التى تلجأ إليها فى السياسة الخاجية التركية بعد تحركات الجيش متعمدة ومدروسة وتأتى نتيجة لخيار اتخذه المسئولون، وليس مجرد رد فعل أو قرار عاطفى، حيث أن هذا التعديل فى التوجهات الخاصة بالسياسة التركية سيخدم أهدافا محلية ودولية.

فعلى الصعيد المحلى، سيعمل هذا التغيير على تعزيز الدعم للحكومة من خلال التعبئة الشعبوية للمواجهة مع الغرب والولايات المتحدة، خاصة فى ظل زيادات الانتقادات لتراجع الحريات فى البلاد، فتحركات الجيش والحديث عن محاولة الانقلاب خلقت أجواء كاد الناس ينسون فيها مزاعم الفساد الخاصة بشخصيات قيادية فى حزب العدالة والتنمية على رأسهم أردوغان نفسه.

ويشير التقرير إلى أن حكومة تركية أتقنت فى الأعوام الأخيرة، فن توجيه المشاعر العامة انطلاقاً من اعتبارات قومية وعرقية ودينية، فحشدت الدعم من أكثريات كبيرة. وليس صدفة أن الولايات المتحدة أصبحت محط الشكوك العامة فى أعقاب تحركات الجيش، سواء بصورة مباشرة عبر اتهامها بتنظيم التحركات، أو بصورة غير مباشرة عبر اتهامها بتحريض فتح الله جولن.

أما على الصعيد الدولى، فإن التحول فى السياسة الخارجية سيمنح تركا استقلالية أكبر فى تنفيذ تطلعاتها الإقليمية الحافلة بالمغامرة على الأرجح، فعلى سبيل المثال، أغلب الجنرالات الذين تم تسريحهم عقب أحداث الخامس عشر من يوليو كانوا موالين لحلف الناتو، واشتكى الجنرالات الأمريكيون من تسريحهم وأعربوا عن مخاوفهم من تأثير ذلك على عملية مكافحة الإرهاب.

وأكد التقرير أن تطلعات تركيا للقيام بدور أكبر فى المنطقة متأصل فى الرغبة فى إعادة إحياء منظومة عثمانية جديدة تقوم فيها أنقرة بدور قيادى فى الشرق الأوسط، وسعت تركيا لتحقيق ذلك من خلال اقتصادها المزدهر، قبل الحرب فى سوريا، إلى جانب اتباع سياسة "صفر مشاكل" الخارجية.

وأوضح تقرير كارنيجى أن حكومة تركيا استغلت تحركات الجيش لصالح، فبإشارة أصابع الاتهام للغرب، تم تبرير التحول فى السياسة الخارجية من أجل تحقيق الاستقرار فى الداخل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة