أهم ما يميز العلاقات المصرية الإماراتية أنها متجذرة وأقوى من أن تتأثر بأحاديث جانبية هنا أو هناك، أو مؤامرات إعلامية تحاول إحداث الوقيعة بين البلدين، فمع مرور الوقت، تثبت القاهرة وأبوظبى أنهما سد منيع أمام أى محاولة تستهدف ضرب العلاقة بين البلدين، مهما وصلت حدة هذه المحاولات، حتى وإن اعتمدت على ترويج شائعات من الأذرع الإعلامية والسياسية لحلف «كارهى مصر».
التاريخ خير شاهد على أن العلاقات الإماراتية- المصرية تعد نموذجاً يُحتذى به فى العلاقات العربية- العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أو من حيث استقرارها ونموها المستمر أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتى البلدين وكبار المسؤولين فيها، وزادت قوتها بعد 30 يونيو 2013 حينما وقفت الإمارات مع الإرادة المصرية فى خندق واحد ضد جماعة الظلم والتطرف والإرهاب، المسماه بالإخوان المسلمين، فأعلنت القيادة الإماراتية بتوجيهات من الرئيس الشيخ خليفة بن زايد، وبمتابعة مستمرة وشخصية من الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، الوقوف بجانب مصر حتى تقوم من عثرتها، فكانوا على العهد لمؤسس الإمارات الشيخ زايد، رحمه الله، الذى أوصى أبناءه بمصر خيراً.
ما بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد، يلخص العلاقة المصرية الإماراتية، فالتفاهم والتوافق فى الآراء والرؤى هو السائد، ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية، وإنما فى القضايا الإقليمية.
قوة العلاقة بين القاهرة وأبوظبى تكمن فى الفهم المشترك للمخاطر التى تستهدف البلدين، لذلك فدائماً ما نجد الرد المصرى الإماراتى على محاولات الوقيعة بينهما هو رد عملى، لتلقين هواة الصيد فى الماء العكر درساً فى كيف تكون العلاقة بين الأشقاء، ومن هذا المنطلق جاء قرار الإمارات بتقديم وديعة مالية جديدة لمصر قدرها مليار دولار، تم إيداعها لدى البنك المركزى المصرى لمدة 6 سنوات، من خلال اتفاق تم التوقيع عليه الأحد الماضى من جانب محمد سيف السويدى، مدير عام صندوق أبوظبى للتنمية، وطارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى، بحضور جمعة مبارك الجنيبى سفير الإمارات لدى القاهرة، وراشد الكعبى مدير إدارة الاستثمارات فى صندوق أبوظبى للتنمية، وفاطمة خميس المزروعى، الوزير المفوض بالسفارة الإماراتية.
قد يكون هذا القرار عادياً بالنسبة للبعض، لكنه فى رأى الكثيرين يحمل أكثر من معنى، خاصة أنه جاء فى وقت حاول الإخوان ومن والاهم شن حملة ممنهجة على الإمارات، فى محاولة مفضوحة لإفساد العلاقة الأخوية بين القاهرة وأبوظبى، وحاولت أذرع الإخوان الإعلامية سواء فى الداخل المصرى أو فى الدول التى تحتضن قيادات الجماعة الإرهابية ترديد شائعات بأن الإمارات أعطت ظهرها لمصر، لأنها لم تحصل على ما كانت تريده من وراء دعم نظام 30 يونيو، فكان الرد الإماراتى على هذه الحملات المشبوهة بهذه الوديعة التى أكدت مجدداً أن مصر والإمارات أقوى من هذه التفوهات المشبوهه.
يوماً بعد الآخر تزداد اللطمات الإماراتية والمصرية للإخوان وداعميهم ومن يسيرون فى فلكهم، خاصة أننا أمام علاقة استثنائية تعبر عن ترابط تاريخى والتقاء فى الأفكار ووحدة فى المنهج ربما من الصعب أن تجدها بين دولتين.
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
الوعي والتعاون الدائم. .
الوعي والتعاون الدائم. أهم الاسلحه للقضاء علي الشائعات وأحداث الوقيعة بين البلدين