أسرة الشهيد تروى لـ"اليوم السابع" معاناتهم مع مستشفيات الصحة
ووالده: أطالب بنقلى من أوقاف الإسكندرية للشرقية وتكفل الدولة بتعليم شقيق الشهيد
شقيقه: أحد الأطباء نصحنا بنقل الشهيد لمستشفى خاصة نظرا لضعف الخدمة الطبية
ودعت قرية أم صوير التابعة للوحدة المحلية بسماكين الغرب مركز الحسينية بمحافظة الشرقية الشهيد أحمد محمد سالم، والذى لفظ أنفاسه فجر اليوم متأثرا بإصابته فى الحادث الإرهابى الذى تعرض له كمين العجيزى بمحافظة المنوفية.
ويعد الشهيد أحمد هو ثانى شهيد للقرية فى الحادث، حيث استشهد يوسف أحمد يوسف الشرقاوى الأحد الماضى فور إطلاق النيران على كمين العجيزى من مجموعة إرهابيين، كما أن الشهيدين كانوا أصدقاء وجيران بالقرية.
واتشحت القرية بالسواد حزنا على فقدان خيرة أبنائها الصديقين والزميلين اللذين كانا لا يفارقان بعضهما حتى عندما التحقا لتأدية الخدمة العسكرية كانا سويا وكانا حريصين على أن يتلازمان سوسيا حتى فى أوقات الخدمة ونزول الإجازات.
وأعرب الأهالى عن حزنهم العميق لفقد الخليلين المتحابين داعين لهما أن يترافقا فى أعالى الجنان، كما عبر أهالى القرية عن استيائهم من عدم حضور اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية واللواء خالد طبلية مدير الأمن تشييع الجنازة أو تقديم واجب العزاء للأسرة.
اليوم السابع التقى أسر الشهيدين لنقل مشاعرهم ومطالبهم للرأى العام والمسئولين.
وقال محمد سالم سويلم والد الشهيد أحمد الذى ودعته القرية اليوم، أمام وخطيب بأوقاف الإسكندرية: أطلب العوض من الله فى نجلى وأطالب المسئولين بالعناية بأولادنا الذين يسهرون على حراسة الوطن، مطالب ووزير الأوقاف بنقله من مسجد الفردوس بالدخيلة بمحافظة الإسكندرية إلى أقرب مسجد من قرية أم صوير بالشرقية لأنه يعمل بالإسكندرية منذ أكثر من 23 سنة.
كما طالب والد الشهيد وزير التعليم العالى أن يعافى شقيق الشهيد محمود محمد سالم الذى يدرس بكلية الهندسة جامعة الزقازيق من المصروفات الدراسية وأن يتم تعليمه على نفقة الدولة نظرا لصعوبة أحوالهم المادية.
وقال محمود شقيق الشهيد أحمد، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة الزقازيق: أنا أعاتب على الحكومة المصرية والتى أهملت فى شقيقى وزملائه لأن الكمين الذى تم اغتيال شقيقى وزملائه به لابد من حمايته وتأمينه بشكل يحفظ أرواح الماكثين به، مطالبا النائب العام بالتحقيق فى الإهمال الطبى الذى واجه الشهيد فى مستشفيات الصحة بالمنوفية، منذ إصابته والتى ساهمت بشكل كبير فى وفاته، بعد سوء حالته الصحية وعدم رعايته لعدم وجود خدمات بها.
وقال شقيق الشهيد إن وزارة الصحة أهملت فى علاج شقيقه الذى أصيب وتم نقله إلى مستشفى السادات العام بمدينة السادات بمحافظة المنوفية وبمجرد دخوله تم إجراء عملية جراحية وحضر لزيارته محافظ ومدير أمن المنوفية وبعد مغادرتهم بدأ الإهمال يظهر ولم يحضر أطباء لمتابعة حالته لمدة يومين كاملين هذا بخلاف طلبات المستشفى من علاج على نفقاتنا الخاصة وبعد أن فشلنا فى الحصول على العلاج ومراجعة المستشفى تفاجأنا أن الأدوية المطلوبة عبارة عن مسكنات فكان الذهول الأكبر أن المستشفى خالية من المسكنات.
وأضاف شقيق الشهيد: أحد أطباء المستشفى نصحنا أن ننقل الشهيد لمستشفى خاصة أو مستشفى عسكرى نظرا لضعف الخدمة الطبية بالمستشفى ورغم ظروفنا المادية الصعبة وافقنا وطلبنا نقله لأقرب مستشفى خاصة لكن المستشفى أخرج لنا إقرارا يحملنا مسئولية الشهيد الطبية فتراجعنا، ولحاجة الشهيد الضرورية لعمل إشاعات مقطعية تم تحويله لمستشفى القصر وانتظرنا أكثر من ساعتين أمام المستشفى لقدوم سيارة الإسعاف مما جاء بالسلب على صحة المريض وتم نقله للمستشفى ليزداد الإهمال أكثر مما كان بمستشفى السادات ولم نجد طبيبا فقمنا بنقله نحن إلى السرير ولم نجد حتى ممرض يركب الأكسجين للشهيد فركبناه، وبعد فترة حضر أحد الأطباء وطلب نقل دم للشهيد وهرعنا لبنك الدم لنجد كيس الدم بمبلغ 365 جنيها ورغم ذلك لم نستطيع استلام الدم لإنقاذ حياة الشهيد وتم إدخاله العناية المركزة لخطورة حالته وقرر الأطباء نقله لمستشفى الشرطة، بمدينة نصر وظل الشهيد يصارع الموت بالمستشفى من الساعة الرابعة وحتى الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء ونحن ننتظر سيارة الإسعاف لتنقل الشهيد وأثناء نقله من لمستشفى الشرطة لفظ أنفاسه الأخيرة بسيارة الإسعاف قبل أن يصل لمستشفى الشرطة.
وقال المهندس موسى عبد الرازق سرور عم الشهيد أن الشهيد راح فداء للوطن وكان من المفترض أن يعالج بمستشفيات الشرطة والقوات المسلحة ولم يتم علاجه بمستشفيات مركزية ليس بها خدمات طبية.
وتساءل كيف يتم نقله رغم حالته الخطرة بعد أكثر من يومين وينتظر أكثر من 4 ساعات أمام المستشفى يصارع المرض ومتعرض لأشعة الشمس الملتهبة.
وطالب السيد جمال من أقارب الشهيد رئيس الوزراء بناء منزل أسرة الشهيد المبنى بالصوب اللبن والمعروش بالبوص وغير المؤهل للحياة، تضامنا من الدولة مع أسر الشهداء خاصة الذين تستدعى حالتهم.
وقال السيد أبو المعاطى خال الشهيد وجاره أن القرية قدمت شهيدين من خيرة أبنائها والقرية محرومة من الخدمات تماما مطالبا المسئولين بالاهتمام بها ورصف الطريق الذى يربط القرية بالقرى الأخرى وإعادة إحلال وتجديد مسجد القرية الكبير وتخصيص الدور الأول كدار مناسبات للقرية على أن يطلق اسما الشهيدين على المسجد ودار المناسبات وتدعيم القرية بمحول كهرباء لتهالك المحول الموجود بالقرية وإنشاء مركز شباب للقرية، خاصة وأن القرية بها أكثر من 2 فدان بالقرية استولى عليها الأهالى لعدم وضع الدولة يدها عليهم.
وقال أحمد يوسف الشرقاوى والد الشهيد يوسف، الذى استشهد الأحد الماضى بعد الحادث الإرهابى مباشرة، هاتفنى الشهيد فى التاسعة من مساء الخميس الماضى وقال لى خلى بالك من كل أهلى لأنى أشعر إنى مش جاى تانى وقال إن الظروف هنا صعبة وكانت خدمته ليلا، وأوصانى بأهله جميعا وانهمر فى البكاء وقال سافر الشهيد أول يوم فى شهر أغسطس الجارى وجاء يوم دفنته موافق ليوم إجازته.
وأضاف تفاجأت باتصال فجر الأحد من أحد زملاء يوسف وقال لى البقاء لله نجلك استشهد فى حادث كمين ودخلت فى حالة من الذهول وسقط الهاتف من يدى واستيقظ أهل المنزل وعلى الفور استقليت سيارة ومعى بعض أقاربى وتوجهت إلى المركز وعندما تيقنا من الخبر وعلمنا أن الجثة أودعت بمشرحة مستشفى القصر بشبين الكوم محافظة المنوفية ووصلت المستشفى فى العاشرة والنصف من صباح الأحد وانتهت إجراءات الدفن وتحرك من المستشفى فى الثانية والنصف بعد الظهر ليصل قريتنا أم صوير التابعة لمنشأة أبو عامر مركز الحسينية مسقط رأسه وأدى عليه المشيعون الجنازة بمسجد القرية الكبير وتم مواراة جسده الطاهر بمدافن العائلة بالقرية.
وقال إن من يفعل هذا الجرم ويقتل أبناءنا الأبرياء هم الإخوان الإرهابيين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وطالب والد الشهيد بمعاملة أسرة الشهيد معاملة أسر الشهداء فى المعاشات والعلاج والتعليم وخلافه
الشهيد أثناء انتظار سيارة الإسعاف أمام المستشفى
الشهيد على سرير المرض
الشهيد على سرير المرض
شقيق الشهيد
زملاء الشهيد
والد الشهيد
جد الشهيد
عم الشهيد
والدة وجدة وأخت الشهيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة