وائل السمرى

حينما تصنع «إيد المقشة» بطلاً أولمبياً

الخميس، 25 أغسطس 2016 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل ملامح التحدى واضحة فى وجه هذا الرجل، عزيمته الظاهرة القوية، ثقته فى نفسه التى لا تعرف الحدود، شجاعته فى الإعلان عن نفسه والمجاهرة بحلمه دون خوف أو تردد، تراه فتتأكد من أنه «ابن شقى» لكنه قرر ألا يعيقه هذا الشقى عن تحقيق حلمه فى أن يكون علما من أعلام بلده، وبين ليلة وضحاها أصبح حديث أهل مصر أجمعين.
 
هو محمد إيهاب، صاحب برونزية رفع الأثقال فى دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة، وهو أيضا ذلك الشاب الذى اقترن صعود اسمه المصاحب لصعوده على منصة التتويج بصعود كبير فى مستويات الحلم لدى المصريين، فهو رجل بسيط، وأبوه- رحمه الله- كان بسيطا مثله، وأمه التى ظهرت فى وسائل الإعلام باعتبارها «أم البطل» مثال حى على البساطة والعفوية والتلقائية، لكن هذه البساطة المفرطة صنعت فى النهاية مجدا كبيرا سيظل خالدا فى الوجدان المصرى على مر الأزمان، بعد أن وضع اسمه بكل شرف بين 28 مصريا على مدار التاريخ يحصلون على ميدالية أولمبية، وصنع أسطورته الخاصة التى نأمل أن تكتمل بمزيد من البطولات ومزيد من الإنجازات، ومزيد من النجاحات لهذا البطل الذى يشبه مصر الآن فى كل شىء.
 
يقول محمد إيهاب، فى حواره المنشور على موقع «اليوم السابع»، إنه بدأ التدريب منذ أن كان طفلا بمساعدة أبيه، وبكل شرف وفخر واعتزاز قال، إنه كان يتدرب قديما بـ«إيد مقشة» فى تأكيد منه على رقة حاله وقوة عزيمته، وهنا أريد أن أتذكر معك تلك الضجة القذرة التى أثيرت عقب تداول بعض مستخدمى «فيس بوك» صورة بعض الأطفال فى بطولة «كمال أجسام» متهكمين على ملابسهم ولمعان أجسادهم ونحافتهم، ساخرين بالقول: «أكيد كانوا بيتدربوا بإيد مقشة» ووقتها كتبت مقالا بعنوان «هكذا ننتحر.. هكذا نفنى» متألما من تلك الحالة المرضية التى جعلت بعض مصاصى الدماء على موقع «فيس بوك» يسخرون من هؤلاء الأبطال الناشئين، ليأتى محمد إيهاب ببرونزية دورة الألعاب الأولمبية بعدها بأشهر قليلة ليؤكد أن «إيد المقشة» قادرة على أن تصنع أبطالا وتسطر تاريخا، بينما لا تتقن «إيد الكيبوورد» على «فيس بوك» إلا تخريب الأوطان وتثبيط الهمم.









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

أبطال رغم كل المحن

البسطاء يصنعون داءما الأقوياء. .ألف مبروك يا محمد ايهاب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة