انتشار باعة التويتات الجائلين فى مكاتب النخب والمشتاقين للسلطة لمن يدفع أكثر
قولًا واحدًا، لو صنع السيسى كل المعجزات، وأصبحت مصر فى عهده فى مصاف الولايات المتحدة الأمريكية والصين وألمانيا واليابان، لن ترضى عنه النخب الفاسدة، ومجموعة المشتاقين للسلطة وجمع المغانم، وجماعات الإرهاب والتطرف، والحركات الفوضوية، ومَن يطلق عليهم نشطاء وثوريون من الذين تذوقوا طعم الجلوس فى قاعات قصور ومقرات الحكم، والسفر للاستمتاع فى المنتجعات السياحية الأوروبية والأمريكية، وتلقى التمويلات الضخمة نظير إعداد تقارير عن حالة حقوق الإنسان فى مصر.
نعم، لن يرضوا عن السيسى الذى أعاد الضبط والربط، وأعلى من شأن دولة المؤسسات، وسيادة دولة القانون، فهؤلاء يريدون العيش فى «ميغة»، فهناك إعلاميون يرتفع دخلهم لتتجاوز خانة الملايين كلما تبنوا حملات النقد، ومهاجمة الحكومة، وإشعال نار الفتن، وهناك حقوقيون يتلقون أموالًا ضخمة فى شكل تمويل لبرامج تدريب كوادر شبابية وعمالية على فنون المعارضة والإضراب والاعتصام، وإعداد تقارير كاذبة عن أعداد المعتقلين، رغم عدم وجود اعتقالات من الأصل بعد إلغاء قانون الطوارئ.
بجانب أيضًا انتشار ظاهرة باعة التويتات الجائلين على مواقع التواصل الاجتماعى، «فيس بوك وتويتر»، بقيادة المشتاق الأكبر لمنصب وزير الاتصالات، والذى كان يحمل حقيبة زوجة الدكتور أحمد نظيف، حتى انحنى ظهره قبل الثورة، ثم حمل حقائب البرادعى بعد الثورة طمعًا أن يصبح وزيرًا وهاجم المجلس العسكرى بضراوة لأنهم رفضوا تعيينه وزيرًا لعلاقته الآثمة مع الإسرائيليين، وعندما وصل الإخوان للحكم، تغزل فى حازم صلاح أبوإسماعيل، ومحمد البلتاجى، إلا أن قيادات الجماعة كشفت شغفه واشتياقه للمنصب، فقرروا رفع أحذيتهم فى وجهه، فسارع بالقفز من سفينة الإخوان، وأعلن تأييده لثورة 30 يونيه، ثم قرر المشاركة بكل قوة فى حملة الرئيس عبدالفتاح السيسى الانتخابية، طمعًا فى أى منصب والسلام، وأعلن توبته أمام الملأ عن تأييده لـ25 يناير، معترفًا إنها مؤامرة كبرى، وبدأ التردد «كعب داير» على مقرات كل الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن كل رفقائه المتثورين، وعندما فاز السيسى بمقعد الرئاسة، وتم الإعلان عن تشكيل الحكومة حينذاك، وخلت قائمة أسماء الوزراء من اسمه انقلب، وأعلن توبته، وندمه الشديد لتأييد السيسى.
بائع التويتات المتجول، شكل قطيعًا من الباعة، وتفرغوا فقط لكتابة تويتات وبوستات تهاجم النظام، وتدشن لقلة الأدب والسفالة والانحطاط وترويج الأكاذيب والتشكيك فى كل شىء، وبيعها للنخب والمشتاقين للسلطة لمن يدفع أكثر، وتسألهم ماذا قدمتم من أفعال لمصر فلا تجد أى إجابة، يريدون فقط الجلوس أمام الكاميرات فى استوديوهات القنوات الفضائية المختلفة، كخبراء «قلوووظ»، ويتلقون تمويلات من الخارج لإعداد تقارير عن الحريات وحقوق الإنسان فى مصر.
نعم، السيسى رجل أفعال، بينما تجار وبائعو التويتات الجائلين متفرغين لكتابة تويتات الكذب والسفالة والانحطاط على تويتر، وبوستات الشماتة والتشكيك والتسخيف على «فيسبوك»، دون الإدراك أن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى الأعمال التى تفيد الناس، لا إلى ما يكتبون من التويتات والبوستات وترديد الشعارات، والمروجين لليأس والإحباط والاكتئاب، ومحترفى قتل الأمل فى نفوس الغلابة، وإشاعة الفوضى.
وبالتدقيق فى الوجوه التى خرجت مؤخرًا لتعزف نفس لحن واشنطن ولندن وصحفهما، هى نفس الوجوه التى تدعو للفوضى والتخريب والتدمير منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، من وائل غنيم الذى يقود حملة «سباك الفضاء» عصام حجى، ومرورًا بالبرادعى وعلاء الأسوانى وممدوح حمزة، وجمال عيد وخالد على الشهير بخالد تايتانيك، وأيمن نور وعمرو حمزاوى وعبدالمنعم أبوالفتوح وجورج إسحق، وهى الوجوه التى هبطت على مصر فى ليلة سوداء حالكة الظلام، فحولت حياة الناس إلى كآبة.