هناك فئة تتآمر ليس لإسقاط النظام الحاكم فقط وإنما لإسقاط مصر كلها
هل هناك مؤامرة ضد مصر؟ الإجابة «نعم» هناك مؤامرة كبرى تتعرض لها مصر، أطراف هذه المؤامرة وكالعادة تضم مصريين من الداخل والخارج، وبعض الدول الغربية التى لا تريد خيرًا لمصر والمصريين الذين انقسمت قلوبهم إلى ملل ونحل، ولم يعد بداخلهم إلا صورة الدولار والريال، هؤلاء جميعًا اجتمعوا على هدف واحد، هو تحطيم وتركيع مصر، تحت مزاعم كراهيتهم للرئيس عبدالفتاح السيسى، ولا أعرف ما علاقة كراهية حاكم بتركيع أمة؟ وهل من الإسلام أن يدمر مصرى بلاده بسبب اختلافه مع حاكم؟ ألم يتعلم هؤلاء من معارضة الشعب لمرسى ومبارك، كنا نعارضهم ونحتفظ بحب مصر، ولا نرضى بأن يمسها أحد فى الداخل أو الخارج وحتى بعد 25 يناير 2011، ووصول الإخوان كنا نعارض النظام الإخوانى فقط، بسبب محاولته بيع الوطن، ولم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب من أم الدنيا، إذ كانت المعارضة وقتها تعرف كيف تفرق بين أن تؤذى الحاكم دون المساس بالمحكوم، وهو نفس الشىء الذى كان البعض يطبقه أيام حكم مبارك، المعارضة كانت لحكمه ونظامه، والدليل أن شعب مصر كله وقف خلف نظام مبارك، عندما أشعل هو معركة رفض التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية فى المنطقة، اعتراضًا على عدم إجبار إسرائيل على التوقيع، كما شارك الجميع نظام مبارك فى حربه على الإرهاب.
هذا هو حال من كان يعارض نظامى مرسى وقبله مبارك، أما اليوم وبالتحديد منذ 30 يونيو 2013، فإن هناك فئة تتآمر ليس لإسقاط النظام الحاكم المتمثل فى نظام السيسى، بل لإسقاط مصر كلها، وحتى لا أسمع «سفسطة» من حنجورية السياسيين بأن معارضة السيسى لا تعنى معارضة مصر، وأننى هنا أردد ما يقوله البعض، وأنه لا يوجد مؤمراة ولا يحزنون، ولكن هذا الكلام غير حقيقى لأن ما يجرى الآن على المشهد السياسى يجعلنى أقول «اللى يقول مفيش مؤامرة يبقى عبيط»، فهناك قوى معارضة بالداخل تقوم بإجراء اتصالات متبادلة مع الغرب، والدول المعادية للسياسة المصرية، لإيجاد ذراع شيطانى لإعادة بث الفوضى مرة أخرى فى المجتمع المصرى، وهى حقيقة وللأسف غاب على الإعلام كله بما فيه مَن يؤيد السيسى الانتباه إلى هذه النقطة من خلال توعية الرأى العام بالمشاكل التى تواجه مصر من الخارج.
الكل وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل اجتمعوا ليس لإسقاط نظام يحكم، ولكن لإسقاط بلد تريد العيش فى سلام، بلد أراد أن يتخلص من حاكم مستبد مثل مبارك فابتلينا بحاكم فاشى مثل محمد مرسى، شعب تخلص من الفساد السياسى المتمثل فى نظام الحزب الوطنى، ولكن لسوء حظه وقع فى فخ التطرف الدينى المتمثل فى حكم جماعة الإخوان بعد أن سيطر مرسى على حكم مصر فى 2012، ولولا تدخل الجيش فى 30 يونيو 2013، لاستمرت تخاريف مرسى وحزبه وجماعته، ويبدو أن هناك من لا يريد الخير لمصر، فبدأ فى مؤامرة هدفها حصار مصر اقتصاديًا بدأت من الآن لوقف تصدير محصول الفراولة، ثم البطاطس ودخول بعض الدول كمنافس فى مجالات التصدير الخاصة بمصر، ألم أقل لكم أن من يتآمر على اقتصادنا يتآمر على المشروع الوطنى بعد أن أصبح للدولة المصرية وجودًا وصوتًا وقرارًا، ومحاولات من القيادة المصرية لعدم العودة إلى الانبطاح السياسى والاقتصادى للدول العظمى. وأقول لكل متآمر عبيط أن مصر لن تركع مادام هناك جيش لا يرضخ للغرب ولا لإعلامه الذى يشن حربًا ممنهجة مدفوعة الأجر من قوى الشر فى الداخل والخارج، ولكن مصر أقوى من مؤامرات الخونة، ومصر ليست شخصًا يحارب، بل شعب وأرض، فهل ننجح فى هزيمة هؤلاء؟ الإجابة بداخل كل مصرى بحب هذا البلد.. وغدًا نواصل كشف المؤامرة إن شاء الله.