عادل السنهورى

الوعى المفقود تحت قبة البرلمان

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت جلسة مناقشة قانون ضريبة القيمة المضافة فى البرلمان، واندهشت من الصراخ والعويل من بعض النواب، وتهديدهم بالتنازل عن العضوية فى حال الموافقة على القانون.
 
الأزمة التى أراها ليست فى النواب وأدائهم العشوائى المصاب بداء «المزايدة السياسية والتشنج اللارادى»، ومداعبة مشاعر أهالى الدائرة تحت تأثير، وهم الدفاع عن مصالحهم، إنما الأزمة فى غياب الوعى عن عدد ليس بالقليل من النواب فى قراءة القوانين المطروحة على المجلس ولا نسمع منهم سوى «الكلمات الرنانة الحنجورية»، بحجة أنها قوانين ضد «إرادة الشعب وضد مصالحه».
 
للأسف هناك جهل وعدم قراءة حقيقية، وبحث ومشاورة مع أهل الرأى والاختصاص من النواب لمشروعات القوانين المهمة والضرورية، مثل قانون الخدمة المدنية، وقانون بناء الكنائس، ثم قانون ضريبة القيمة المضافة.. أحد النواب أثناء مناقشة قانون الخدمة المدنية وقف وأعلن بعلو الصوت، أن القانون لن يمر إلا «على جثتى» رغم أن القراءة الواعية المنصفة للقانون تدفع النواب للموافقة عليه بعد تعديل بسيط فى عدد قليل للغاية من المواد.
 
الحال نفسه مع قانون القيمة المضافة، وهى الضريبة المطبقة فى حوالى 150 دولة كجزء من الإصلاح الاقتصادى الشامل، وتطوير الخلل والتشوه فى المنظومة الضريبية فى مصر، فى سبيل تطبيق العدالة الضريبية.. لم يقرأ النواب مشروع القانون إلا قليل منهم، وإلا من رحم ربى- لأن قراءة القانون ستدفع الجميع للموافقة عليه فوراً، وقد تأخر تطبيقه كثيراً لإصلاح الخلل المرعب فى النظام الضريبى فى مصر، وإدماج قطاعات اقتصادية وتجارية خارج السوق الرسمى فى نظام الضرائب، وبالتالى استيعاب الأموال العشوائية المقدرة بحوالى 2 ترليون جنيه، وعلاوة على التأخر فى سداد الضرائب والمقدرة بحوالى 350 جنيهاً.
 
الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، عليه مسؤولية كبيرة فى تنظيم ندوات تثقيفية وتعريفية للنواب من المتخصصين و«أهل الذكر» فى مشروعات القوانين المهمة التى تعرض على المجلس، لمناقشتها والموافقة عليها.
 
وليس عيباً أن يتثقف النواب ويزداد وعيهم حتى لا يكونوا ضحية «شعارات جوفاء»، وأداء عشوائى لا يفيد المصلحة العامة للبلاد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة