يوسف أيوب

هل باعت مصر جزيرة «تشيوس» لليونان؟

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريب أمر الإخوان، يكذبون ثم يكذبون، إلى أن يصدقوا كذبتهم، فعلوا ويفعلون ذلك كثيرًا، يتنفسون كذبًا إلى أن سارت كل حياتهم كذبًا فى كذب، والأغرب من الإخوان قطيع النشطاء الذين يسيرون خلف كذب الإخوان وشائعاتهم، دون أن يعملوا عقولهم ويفكروا، فقد باعوا أنفسهم وعقولهم لكذب الإخوان وافتراءاتهم.
 
آخر أكاذيب الإخوان أن مصر تنازلت عن ملكيتها لجزيرة «تشيوس» إلى اليونان، بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين العام الماضى، ونسج الإخوان عبر مواقعهم قصصًا وهمية، تلقاها للأسف الشديد نشطاء، وأخذوا فى ترديد الشعارات الواهية، مثل أن النظام يبيع أرضه، وغيرها من الشعارات التى لا تصدر مطلقًا عن شخص لديه ذرة انتماء. النائب الشاب هيثم الحريرى تلقى «كذبة الإخوان»، وتقدم ببيان عاجل للحكومة فى البرلمان لتوضيح الموقف، كما أقام محاميان دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، للمطالبة بإصدار حكم قضائى بوقف تنفيذ «القرار الصادر بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، فيما تضمنته من التخلى والتنازل عن جزيرة تشيوس بالبحر الأبيض المتوسط».
 
تلقى الجميع «كذبة الإخوان» دون أن يقرر أحدهم بذل مجهود قليل للبحث عن الحقيقة، فبضغطة واحدة على محرك البحث «جوجل» سيكتشف مروجو «كذبة الإخوان» أن مصر لم توقع حتى الآن أى اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع اليونان.
 
لو كلف النائب الشاب نفسه والمحاميان الباحثان عن الشهرة، وبحثوا عن أصل هذه الكذبة وحقيقتها، لتأكدوا أن مصدرها المخابرات التركية التى أرادت ضرب «إسفين» فى العلاقات المصرية اليونانية.
 
المحاسب جمال نور، مدير عام الأوقاف السابق، كشف أن مصر أجرت مفاوضات مع اليونان بشأن التنازع حول أوقاف مصر بجزيرة «تشيوس» اليونانية التى تخص أسرة محمد على باشا، وتفاوضت منذ عام 1960 وحتى عام 1984، وتمت التسوية باتفاق رسمى ذكر أن ممتلكات مصر هناك تبلغ 20 وقفًا بمدينة «كفالا»، وجزيرة «تاسس» التابعة لها، ونصت التسوية على أن تمثال محمد على وقبره آثار لا تقدر بمال، وتخضع لإشراف مصر واليونان للحفاظ عليها.
 
كما أكد أن السيدة اليونانية «أنه مسريان»، التى تستأجر أحد المبانى، وهو بيت محمد على، وحولته إلى متحف، وفندق للإنفاق على المتحف، والتى قامت بترميم المبانى بمليون يورو منذ سنوات، وصدر حكم قضائى بطردها من المستأجرات التى تضم مساحة 11 ألف متر، عبارة عن أرض فضاء فى مواجهة ميناء الركاب هناك، والتى تستهدف «الأوقاف» استثمارها.
 
لو دقق هؤلاء لوجدوا أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أعلن قبل أسبوعين تقريبًا تشكيل لجنة لبحث تنمية ممتلكات مصر باليونان لبحث استثمارها، تضم مصريين ويونانيين، حيث جاء حصر وقف أسرة محمد على باليونان فى شكل مجمع معمارى ضخم يعرف باسم «الإيمارت»، واستخدم كدار إطعام للفقراء بالمجان حتى عام 1923، وتحول لمزار سياحى، واتفقت الحكومتان المصرية واليونانية على عدم بيعه، وتقرر تأجيره بشرط إصلاحه لإعادته لما كان عليه، كما قرر الوزير إيفاد وفد رفيع المستوى من هيئة الأوقاف المصرية إلى اليونان، لدراسة أفضل السبل لاستثمار أملاك «الأوقاف» فى العاصمة اليونانية.
 
السؤال الآن: هل سيعتذر مروجو أكاذيب الإخوان عن مشاركتهم فى تضليل الرأى العام؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة