لا يعرف قدر وقيمة العالم أحمد زويل إلا من كانوا يصارعون فى الثانوية العامة أو يقضون سنواتهم الأولى بالجامعة سنة 1999، حينها كان العالم الكبير هو المنافس الوحيد للمطرب كاظم الساهر فى ذلك الوقت، فقد كان اسم زويل يتردد فى كل بيوت مصر وفى شوارعها ومدارسها، وكان طلابها الحالمون يعلقون صورته أمام أعينهم يستمدون منها الأمل.
الميزة فى أحمد زويل أنه تحول فى ليلة وضحاها لحكاية شعبية، تعرفه الأمهات فى بيوتهن ويعرفه الآباء على مقاهيهم دون أن يعرفوا تحديدا ما الذى فعله، لكنهم يتمنون لأبنائهم أن يصبحوا مثله يصفق لهم العالم وتضطر الأنظمة للاحتفاء بهم، ويصبحون طاقة من الإيجابية للوطن الباحث عن بطل.
كان زويل بطلا شعبيا بكل ما تحتوى عليه الكلمة من معنى، وعلى الرغم من كون نجاحه كان بسبب انضمامه لمؤسسة كبرى وكان وراء فوزه بنوبل فريق كبير، لكن المصريين لم يعرفوا من هذا الفريق غيره، لذا أعاد لهم مرة أخرى صورة «البطل الفرد» القادر على تحقيق المستحيل وعلى إثبات نفسه وسط الغرب المشهور بتقدمه العلمى.
جانب آخر صنع أسطورة زويل هو تواضعه الجم، فبعد فوزه بالجائزة العالمية، استضافه الإعلامى مفيد فوزى فى برنامجه التليفزيونى، وطلب منه مفيد فوزى أن يأخذ راحته فى جلسته وأن يضع ساقا على ساق فهو حاصل على جائزة نوبل، لكن زويل أصر ألا يفعل ذلك، ولو فعل ما ضره، لكن المشاهدين وأنا واحد منهم أعجبهم أنه لم يرفع قدمه فى وجوههم واعتبروا هذا التصرف دليل القرب منهم.
المصريون أحبوا زويل لدرجة تغاضيهم عن بعض الأخطاء التى ارتكبها، فهم لا يتذكرون لبطلهم سوى كل جميل، رحم الله أحمد زويل فقد جعل من العلم والنجاح العلمى تجارة رائجة ولو حدثت عملية إحصائية سنجد بالتأكيد أن السنوات الخمسة التى تلت فوز زويل بجائزة نوبل قد زادت نسبة الاهتمام بالعلم وبالرغبة فى التغيير بشكل كبير اعتمادا على النظريات وبعيدا عن الفهلوة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة