سعيد الشحات

زويل ابن مجانية التعليم ونجمها

الخميس، 04 أغسطس 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستدعى الحزن على فقدان عالم نوبل «أحمد زويل» حزنا آخر وهو هذا الجدل السقيم الذى يحاكم مجانية التعليم بأثر رجعى، وللأسف نرى الذين تعلموا بفضلها وصعدوا إلى أعلى المراتب الاجتماعية والعلمية هم من يعقدون هذه المحاكمة البلهاء متجاهلين أن هذه المجانية السبب فى صعودهم، صحيح أن نبوغ زويل كعالم بلغ مجده فى سياق حضارى وعلمى مخالف، إلا أنه وكما كتب أستاذى «أسامة أبوحلمية» مؤلف كتاب «تأملات علمية»: «بوفاته تختفى ثمرة من ثمار التعليم الحقيقى الذى كان فى الستينيات»، وأبوحليمة وزيل حصلا على الثانوية العامة فى عام 1963، والتحق الأول بـ«علوم القاهرة» والثانى بـ«علوم الإسكندرية».

لم ينكر «زويل» يوما فضل التعليم المجانى عليه، ولم يقل كما يقول آخرون بأن الفضل يعود إلى أنه تعلم فى زمن قبل ثورة 23 يوليو 1952، هو يرد على هذا المنطق السطحى بكل قوة، ففى حوار معه أجراه الإعلاميان محمود سعد ومنى الشاذلى فى فبراير 2010 وأذيع على قناة «دريم» قال: «أنا تعلمت فى مصر بشكل جيد جدا، وحصلت على أفضل نوع من التعليم، تعلمت التصوير والفن، تعلمت كيف أحيا فى مجتمع كان فخورا بما أنجزته، فعندما كنت من المتفوقين نشر خبر تفوقى فى جريدة الأخبار، وكان أهل مدينة دسوق يهنئون أسرتى».

أضاف زويل: «الجامعات المصرية كانت فى القمة، ولوكانوا دفعوا لى لدخول الجامعة الأمريكية كنت رفضت، الجامعات المصرية ومنها جامعة الإسكندرية التى تعلمت فيها كانت أفضل من الجامعة الأمريكية».

لم يقل «زويل» هذا الكلام عابرا فى الحوار المشار إليه أو لزوم العلاقات العامة، بل كرره فى حوارات أخرى، وفى 7 سبتمبر 1914 وعلى هامش المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ: «مصر أصبحت قوة عظمى بالشرق الأوسط فى عهد محمد على بفضل اهتمامه بالتعليم والبعثات الخارجية، وأنا حصلت على أحسن تعليم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأقول هذا الكلام فى أمريكا وأمام العالم».

أردت أن التقط هذه النقطة تحديدا فى كل الكلام الذى يمكن أن يقال عن عالمنا العظيم بعد رحيله، لكى تعرف الأجيال التى لم تعاصر هذا الزمن الحقيقة من أحد نوابغ التعليم المجانى، لعل الألسنة التى تعبر عن جهل وغرض ومرض تصمت فى هذا المجال، ورحم الله عالمنا العظيم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة