الجديد هو ظهور «الذئاب المنفردة» فى أوروبا وأمريكا، بعد أن كانوا يعربدون فى الجبهات الساخنة فى الشرق الأوسط، وأسباب ذلك ترجع لنجاح «داعش» فى تجنيد أعداد كبيرة من الأوروبيين يهربون الآن من مصيدة النيران الشرسة فى سوريا والعراق، ويعودون إلى بلدانهم الأصلية لمواصلة الأعمال الإرهابية بصورة منفردة، أو على شكل تنظيمات عشوائية صغيرة.. «نيو لوك» لكنه تكرار لنفس السيناريو القديم، الذى حدث بعد تضييق الخناق عليهم فى أفغانستان فى أواخر الثمانينيات، ومقتل أسامة بن لادن سنة 2011، وقيام بعض عناصر تنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات إرهابية عشوائية، فى البلدان التى عادوا إليها خصوصا مصر.
عودة الذئاب المنفردة إلى أوروبا وأمريكا، تنذر بمواجهات عدائية غير مسبوقة بين الإسلام والغرب، بدأت نذرها بتصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية ترامب، بأنه سيمنع دخول المسلمين إلى أمريكا، عقب حادث ملهى كاليفورنيا، ورفع الفرنسيين شعار «لا نريدكم، عودوا إلى بلادكم» ردا على مجزرة الدهس فى نيس، وأصبح طريق ترامب إلى البيت الأبيض، مفروشا بحادث أو حادثين إرهابيين قادمين، فترتفع معدلات الكراهية للمسلمين لأقصى درجاتها، ولا تصدقوا التقارير الإعلامية المزيفة التى تحاول تجميل الصورة.
تأثير ذلك علينا فى مصر، أن الغرب وأمريكا تفهموا للمرة الأولى، مبررات الحرب التى تخوضها قوات الأمن المصرية فى سيناء، بعد أن اكتووا بالنار وذاقوا مرارة الإرهاب، واختفت اللهجة المتعالية، التى كانت تزعم أن الإرهاب شأن مصرى، وليس خطرا داهما يهدد البشرية والحضارة والإنسانية، وأكد الهلع بعد حوادث لندن ونيس وكاليفورنيا وميونيخ، عمق الرؤية المصرية فى الدعوة إلى تعاون دولى لمكافحة الإرهاب لأن الجيوش النظامية بتسليحها الهائل وقوتها المفرطة، لا تصلح لمثل هذا النوع من الحروب.
غطرسة العرب تعمى عيونهم عن إدراك الحقيقة، وهى أن الذئاب المنفردة لا يمكن اصطيادهم بعضلات الآلة العسكرية، وإنما برصاصات نافذة فى الرأس والقلب، فالإرهابى الذى يختبئ فى محطة مترو أم ملهى أو أسواق مزدحمة، لا ينفع معه نزول الجيوش إلى الشوارع والميادين والمطارات، وإنما بتجفيف منابع الإرهاب، وقطع الحبل السرى الذى يمده بالغذاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة