ما أعلن عنه سفير أوكرانيا بالقاهرة حول تقاعس رجال الأعمال والمنتجين المصريين عن فتح أسواق لهم فى الخارج مخيف بكل معنى الكلمة، بالنسبة لدولة تعانى من أوضاع اقتصادية صعبة وتسعى بكل السبل للنهوض باقتصادها الذى يعتمد فى %75 منه على القطاع الخاص.
السفير هينادى لاتى قال بالحرف الواحد للزميل محمد البديوى، «إن بلاده توجه الدعوات للشركات المصرية للمشاركة فى المعارض التجارية والصناعية فى أوكرانيا، ولكن لا يستجيب أحد، ونحن سوق مفتوح أمام المنتجات المصرية»، الرجل وضع يده من دون أن يدرى على الجرح الذى تعانى منه الدولة، أن لدينا رجال مال لا رجال أعمال، مشهلاتية وسماسرة وليس رجال صناعة إلا من رحم ربى، لدينا تجار يريدون الربح السريع ولا يخططون للربح المستمر، وليس لديهم رؤية طموحة للنمو والتطور وبناء القلاع الصناعية والتجارية فى العالم على غرار الأسماء اللامعة فى دول الخليج مثلا.
فى زيارة العام الماضى لروسيا، كنت حريصا على معرفة أوضاع الجالية المصرية وأوضاعهم الاقتصادية ومكانتهم فى هذا البلد الكبير ومدى تأثيرهم فى مجلس الأعمال المصرى الروسى، قياسا إلى الجاليات الأخرى، وبالفعل كانت صدمتى كبيرة، فالوجود المصرى ضعيف للغاية وغير مؤثر اقتصاديا، بينما السوق الروسى المفتوح يسيطر عليه الصينيون والأتراك والإسرائيليون المرتبطون باليهود الشرقيين، وهناك وجود ملحوظ للسوريين والعراقيين واللبنانيين، كما أن تأثيرهم فى مجلس الأعمال المصرى الروسى غير فعال.
لا أتكلم عن مقارنة مع الصين، ولكن على مستوى المقارنة مع الوجود التركى والعربى، نخسر طبعا، رغم إمكانية التفوق والتوسع المصرى فى صناعات مثل الملابس الجاهزة والرخام والسجاد والسيراميك والسلع الغذائية عموما التى يسيطر عليها الفيتناميون، والمصريون هناك إما يتاجرون فى العطور الشرقية والسجاد أو يديرون مقاهى الشيشة.
لماذا لا يسعى رجال الأعمال والصناع المصريون إلى تأسيس وجود قوى لهم فى الأسواق المفتوحة التى ترحب بهم ولا تفرض عليهم قيودا متعسفة مثل السوق الروسية والأفريقية والأوكرانية؟ هذا الوجود القوى فى الخارج والمستند إلى قاعدة إنتاجية فى الداخل المصرى كفيلة بتحقيق طفرة كبيرة للاقتصاد المصرى الذى يعتمد فى جانب كبير منه على القطاع الخاص، ولكن من يسمع؟!