فى أواخر سنة 2015 احتفلت اليونسكو بالعالم الإسلامى الكبير الحسن بن الهيثم، واعتبرته أول من فكر فى علم الضوء، وفى هذه الأثناء أقيم الكثير من الاحتفالات والندوات التى شرحت وعلقت على فكر وعلم ابن الهيثم، وأبحاثه ونظرياته العلمية، ومنها ما تعلق بحياته وأفكاره، لكن الدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء والمحقق الكبير، فى محاضرة ألقاها فى مركز تحقيق التراث العربى بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة السادس من أكتوبر، قال إنه علم بالاتصال الشخصى من الدكتور محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية، أنه تعرف مما ورد فى كتب المزارات على قبر الحسن بن الهيثم، وأنه موجود فى حوش حديث بالقرافة الصغرى بجوار قبر الصحابى الجليل عقبة بن عامر، جنوبى قبة الإمام الشافعى بمصر القديمة، ثم عاد الدكتور أحمد فؤاد فى حواره مع جريدة «أخبار الأدب» وجدد هذا الكلام، وأكد أنه لا أحد يهتم.
ولما كان قبر الحسن بن الهيثم مجهولًا، ولا يعرف أحد مكانه، لذا نتساءل: لماذا لا يأخذ المسؤولون فى الآثار كلام الدكتور أحمد بالجدية المطلوبة، ويقومون ببحث هذا الأمر، والرجوع إلى الكتاب الذى أشار إليه والتأكد من المكان، ثم يقطعون بالأدلة صحة هذا الكلام أو عدمه؟
ربما لو حدث، وتم التأكد من قبر بن الهيثم الذى مرت قرابة 1000 سنة على وفاته، يكون الأمر فاتحة للتعرف على كثير من مقابر المشاهير الموجودة داخل «الجبانات» المصرية القديمة من الصحابة والتابعين والعلماء ورجال الدولة الذين يشكلون تاريخ مصر وحضارتها الممتدة، وبالتأكيد لن نعدم التعرف على كنوز من التراث العظيم، بما يعد كشفًا مهمًا يعيد الرونق لتلك المناطق المهمة والمهملة.
لذا ندعو رجال الآثار الإسلامية أن يفيدونا فى هذا الأمر، بشكل علمى وواضح، وهذه أمور لا ينفع تأخيرها تحت مسمى النفقات والموارد المالية وميزانيات البحث، لأنها- حسب اعتقادى- لا تحتاج إلى ميزانية كبرى، ويمكن مخاطبة اليونسكو والمؤسسات المعنية بالمساعدة فى ذلك الأمر، حتى يتم حل هذا اللغز، والوصول إلى قبر العلامة ابن الهيثم.