أتعلمون عندما دخل الفرنسيون إلى سوريا ماذا كان يحدث؟.. كان العلماء يختلفون
المأساة التى أصيب بها أهل الأندلس كانت واحدة من القضايا التى ألهمت آلاف الشعراء ويكفى ما قاله أحدهم:
بعدنا وإن جاورتنا البيوت *** وجئنا ببعض ونحـن صموت
وأنفـاسنـــا سكنت دفعــــة *** كجهد الصلاة تـــلاه القنــوت
وكنا عظاماً فصرنا عظاماً *** وكنا نقوت فها نحــن قــــوت
وكنا شموس سماءِ العـلا *** غربنا فناحت عليها البيـــوت
- التحالف مع الغرب والخضوع لهم ومجاملتهم، يقول أحد المؤرخين، وهو عبدالله عنان، يذكر ويبين هذه الحالة، وكان يتحدث عن ابن هود، وكانت تعتور جهوده نفس المثالب القديمة التى كانت تصدع دائما من جهود زعماء الأندلسيين، التى تتلخص فى مصانعة النصارى، ومداراتهم ومساومتهم على حساب المصالح الإسلامية.
ومن ذلك قصة أحد الولاة، واسمه أبوزيد، هذا الرجل ثار عليه أهل بلنسية، فلما ثاروا عليه، وأرادوا خلعه، قام وعقد لواءً وذهب إلى ملك النصارى «خاينوى» واتفق معه، وعقد معه معاهدة، وكان من هذه المعاهدة أن يقوم أبوزيد، ويعطى ملك النصارى جزءاً من بلاد المسلمين، ويتنازل عن جزء من بلاد المسلمين، وأن يقدم الجزية لملك النصارى، تصوروا؟ المسلم الذى كان يقبض الجزية، أصبح يدفع الجزية فى بلاد النصارى، ثم زاد على ذلك بأن اعتنق النصرانية، وأخذ يسير مع حلفائه النصارى فى غزواتهم ضد بلاد المسلمين.
ونجد مثلا آخر، ابن الأحمر، عقد معاهدة مع ملك النصارى مع ملك قشتالة، ما هى هذه المعاهدة؟ معاهدة غريبة محزنة مبكية، فقد اتفق معه على أن يحكم ابن الأحمر مملكة غرناطة، باسم ملك قشتالة، وفى طاعته وأن يؤدى له جزية سنوية.
- أيضا من أسباب سقوط الأندلس: تخلى العلماء عن القيام بواجبهم، يقول المقرى: من جملة تغافل أهل الأندلس أن العدو أطل عليهم، يجوس خلال الديار، ويقطع كل يوم طرفا ويبيد أمة، والباقون منهم صموت عن ذكر إخوانهم، لهاة عن بثهم ما يسمع بمسجد من مساجدهم، مذكرا لهم أو داعيا، فضلاً عن نافر إليهم أو ماش، يقول حتى فى المساجد، ما كان العلماء يذكرون الولايات التى تسقط من يد المسلمين.
ويقال إن علماء المغرب، وما يحدث بالمغرب ينعكس على الأندلس، انشغلوا عن أمتهم بالخلافات، انشغلوا بالخلافات الفرعية.
وعلق أحد الكتاب على ضارباً مثلاً: أتعلمون عندما دخل الفرنسيون إلى سوريا، ماذا كان يحدث؟ كان العلماء يختلفون فى هل يجوز أن يتزوج الشافعى من حنفية؟ أو يأخذ الحنفى شافعية؟ كأنها من أهل الكتاب.. والفرنسيون يبسطون نفوذهم على الشام.
- ومن الأسباب مؤامرات النصارى ومخططاتهم، لقد أحكموا المؤامرة ودبروا وخططوا، والمسلمون فى لهوهم وعبثهم ومجونهم وقصورهم ودنياهم، فحلت الكارثة.
يقول أحد المؤرخين: وقد وضع «فرناندو» برنامجه المحكم، لكى يستغل أسر ملك غرناطة ويستعين به على تنفيذ برنامجه المدمر، ولذلك جاء ما يلى:
وحدة كلمة النصارى: وهو سبب من أسباب سقوط الأندلس، فى الوقت الذى تحدثنا فيه عن تفرق المسلمين، نجد فى المقابل وحدة كلمة النصارى للقضاء على المسلمين حتى يقول «ابن عذار»، واصفًا استعداد النصارى لموقعة العقاب، وهى من المواقع التى هزم فيها المسلمون هزيمة منكرة، وقتل فيها عدة آلاف من المسلمين، فماذا قال هذا المؤرخ؟.. غدا نتواصل لكشف حجم الكارثه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة