محمد الدسوقى رشدى

مبرراتى برتبة «قملة القرش»!

السبت، 10 سبتمبر 2016 10:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- هل تعرف سمك الريمورا؟
- هل تعرف المطبلاتية؟
- هل وهبتك الصدفة فرصة لقاء هذا النوع البشرى الذى يتغذّى على فضلات الطرف القوى، سواء كان حكومياً أو رجل أعمال؟
- هل تعرّفت يوماً ما إلى واحد من هؤلاء البشر الذين يُقدّمون «السبت»، حتى إن لم تطلب منه ذلك، لأنه يطمع فى أن يحصل على «الأحد» وباقى أيام الأسبوع بشكل أسرع من دوران الأرض حول نفسها؟
 
- هل سمعت من قبل عن رتبة «المبرراتى» التى يمنحها الشخص لنفسه، سعياً نحو المزيد من التقرّب إلى الحكومة وتبييض وجهها؟
الأسئلة الخمسة السابقة فى مستوى الطالب المتوسط، كعادة كل الامتحانات المصرية، أولها يحتاج إلى المزيد من الشرح، ستجده فى النصف الثانى لهذا المقال، وإن رغبت فى المزيد يمكنك اللجوء إلى قناة «ناشيونال جيوجرافيك».
 
أما السؤال الثانى والثالث والرابع والخامس، فلا أنت ولا أنا فى حاجة إلى إجابة تكشف لنا عن هؤلاء الأشخاص الذين تطاردنا صورهم من فوق مقاعد البرلمان أو كراسى السلطة الوسيطة، أو المعارضة المزيّفة، أو من داخل الفضائيات والصحف.
 
لكل سيرك أراجوزه، ولكل ساحة سياسية طفيلياتها، ولكل حكومة أو رجل أعمال متسلق لا طعم له ولا لون ولا رائحة، دوماً مشغول بالبحث عن كل الفرص حتى الضائعة، لكى يُقدم فروض الولاء والطاعة، ولا مانع من أن يبدو فى بعض الأحيان غارقاً فى بحر عرقه العفن، بحثاً عن اقتراحات لحماية الحكومة من المعارضة الشريرة، لأن بقاءه ومغانمه من الشهرة، والمادة، أصبحت مرتبطة بوجود تلك الحكومة. وهذا النوع من الطفيليات المتسلقة بحثاً عن أكتاف السلطة، تشبه إلى حد كبير سمكة الريمورا، أو ما يعرفها العامة بسمكة «القملة» التى تعيش على فضلات سمكة القرش، أينما ذهبت تذهب، وأينما تلوى تلوى معها، هى تخلصها من فضلاتها، وتعمل على إخفاء بقايا عملياتها القذرة، وفى عالم السياسة تلعب دور المبرراتى، وتتصدّى لأداء الكثير من المهام القذرة.
 
الآن، وفى دقائق بسيطة، يمكنك أن تملأ قائمة كاملة بأسماء سمك الريمورا الذى يحتل الساحة السياسية، ويتغذى على فضلات الأطراف القوية فى السياسة والبيزنس والرياضة والفن.
 
- قم بحصر أسماء هؤلاء الذين ظهروا على الفضائيات، وكتبوا فى الصحف، يدافعون عن تعيين وزير نقل أسبق متهم فى قضية فساد سنة 2013، محافظاً للقاهرة، ولا يجدون فى فعل التعيين والاختيار جريمة أو عيباً، وضع بجوارهم السيد وزير النقل جلال السعيد والسيد رئيس هيئة السكك الحديدية الذين وصفوا حادث العياط بأنه صدفة لا تستدعى الغضب، بل وبرر رئيس هيئة السكك الحديدية بأن ماحدث ليس فشلاً، وقام بمعايرة الشعب المصرى، قائلاً: دى أول حادثة تحصل من 7 شهور «وهو فى ذلك من الكاذبين لأن الأسبوع قبل الماضى شهد جريمة مماثلة فى مزلقان طرة لولا عناية الله لكان عدد ضحايها أكبر من تبريرات السادة المسؤولين عن النقل».
 
فى قائمة موازية ضع هؤلاء الذين يرون فى «البرادعى» إلهاً لا يخطئ، والذين يرون أن حمدين صباحى يقوم بدوره على أكمل وجه، وبجوارهما هؤلاء الذين يملأون ساحات الإعلام الرياضى، ويدافعون عن رئيس نادى الزمالك، رغم كل كوارثهم، ومثلهم فى المجال الفنى الذين يروّجون للإنتاج الفج الذى يملأ السوق، مثل محمد رمضان، ورامز جلال، طمعاً فى أى مكاسب من حوله.
 
قم بحفر أسمائهم على حوائط الشوارع.. أسماء كل من منح نفسه رتبة «مبرر أول»، كل مهمته أن يرتدى ملابس مصطفى بكرى، ويصبح مثله مبيضاً لوجه من يخطئ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة