سعيد الشحات

النديم ينافق رئيس النظار

السبت، 17 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نالت مقالات عبدالله النديم، الصحفية، إعجاب الناس، والسبب كما يقول المؤرخ الدكتور عبدالمنعم إبراهيم الجميعى، فى مقدمة كتابه «عبدالله النديم والأعداد الكاملة لمجلة التنكيت والتبكيت»، الصادر عن «مكتبة جزيرة الورد»: «كانت غريبة عليهم من حيث الأفكار والجرأة فى التعبير، كما كانت جديدة عليهم من ناحية الأسلوب الذى تناول فيه النديم الأحوال السياسية التى مرت بها مصر بأسلوب رمزى، اتخذ فيها من بعض الكائنات غير الإنسانية ستاراً لبث أفكاره ومبادئه، حيث لم تتح له ظروف مصر السياسية ما يريد أن يقوله بطريق مباشر».
قرر «النديم» أن يكتب فى صحيفة يملكها هو حتى يتمكن من بث أفكاره كاملة، ودون تدخل من أحد، صحيفة تحمل إلى الناس أفكاره التى تأخذ طابع المباشرة أحيانا والرمز أحياناً أخرى، لكنها فى الإجمال أفكار النديم التى لا يستطيع أن يصنعها أحد غيره، وحسب «الجميعى»: «استطاع الحصول على إذن من رياض باشا رئيس النظار«الوزراء» فى ذلك الوقت بإصدار جريدة، تحت عنوان «التنكيت والتبكيت»، وعن ذلك قال: «اجتمعت برياض باشا فى مصر «القاهرة»، وقد أضمر لى الضر فنافقته ونافقنى، وجاذبته الحديث فوافقنى حتى أخذت منه إذا بجريدة التنكيت وما أردت إلا التبكيت، وقصدت أن تكون لسانى إذ تركت الجمعية ليكون لى فى كل بلد محافل خطابية».
 
صدر العدد الأول من «التنكيت والتبكيت» يوم الأحد 6 يونيو، وتم طباعتها فى مطبعة جريدتى «المحروسة» و«العصر الجديد» فى الإسكندرية، ويقول الجميعى: «ظهرت كصحيفة وطنية أسبوعية أدبية هزلية فى هيئة كراسة، بهدف تسهيل جمعها فى مجلد فى آخر كل سنة، وكتب اسم هذه الصحيفة فى الجزء العلوى من الغلاف بالخط النسخ بحجم كبير وزين العنوان هلال ونجمة»، وعن موضوعات الجريدة وغايتها كتب النديم فى افتتاحية العدد الأول: «هى صحيفة أدبية تهذيبية تتلو عليك حكماً وآداباً ومواعظ وفوائد ومضحكات بلغة سهلة لا يحتقرها العالم ولا يحتاج معها الجاهل إلى تفسير، وتصور لك الوقائع والحوادث بصورة ترتاح إليها النفوس وتميل، ويخبرك ظاهرها المستحسن المستهجن بأن باطنها له معان مألوفة، وينبهك نقابها الخلق بأن تحته جمالاً يعشق وحسناً تذهب الأرواح فى طلبه».
وغداً نواصل 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة