تكتسب زيارة الرئيس السيسي لنيويورك هذا العام زخما إضافيا عن العامين الماضيين الذى شارك خلالهما الرئيس فى أعمال الدورتين التاسعة والستين والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، فقد باتت أفكار السيسى واستراتيجيته حول الملفات الساخنة فى المنطقة العربية والعالم ، أكثر قبولا وشعبية ، كما حازت تأييدا متدرجا وصولا إلى اعتباره فى نظر عدد كبير من السياسيين الرجل القوى الذى واجه الإرهاب المنظم وانتصر عليه ومن ثم وجب على العالم المكتوى بنار الإرهاب وما يرتبط به من قضايا مثل اللاجئين وعلاقة أوربا والعالم بما يسمى بالإسلام السياسى ، أن يستمع له بجدية وأن يعتمد برنامجه فى المواجهة الحاسمة مع المرتزقة المتطرفين والجماعات المسلحة .
وبين العام الماضى والحالى جرت مياه فى النهر وتبدلت مواقف القوى الكبرى من ميادين الصراع وحلبات القتال ، كما بات المشروع الأمريكى للمنطقة العربية جنوب وشرق المتوسط فى أضعف حالاته مع قرب انتهاء الولاية الثانية لأوباما والانقلاب الصريح عليه من جانب المرشح الجمهورى الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ، الأمر الذى دفع أوباما إلى التراجع عن مواقفه فى سوريا ميدان الصراع الأبرز مع روسيا والقبول بتفاهمات على الأرض تصب فى إعلاء الحل السياسى وليس تفتيت هذا البلد العربى بالميليشيات الإرهابية والإثنيات العرقية .
إذن ، من المتوقع أن تلقى إستراتيجية السيسى لمواجهة الإرهاب آذانا صاغية أو مجبرة على الإصغاء هذه المرة ، فليس هناك خلاص للعالم سوى وقف الخيار الجهنمى بتشكيل ميليشيات الحرب من شذاذ الآفاق ومجرمى الحروب المأجورين ووقف إمدادهم بالمال والسلاح وصولا إلى تصفيتهم أو القبض عليهم ومحاسبتهم على جرائمهم.
وليس أمام العالم سوى أن يقبل بعكس المشروع الأمريكى للمنطقة ، ألا وهو المشروع التنموى الحضارى العمرانى الذى طرحه السيسي من قبل ويستند إلى ثلاث نقاط أساسية ، أولها إعادة الاعتبار إلى سيادة ووحدة أراضى الدول العربية المنكوبة بالإرهاب والحروب الأهلية المصنوعة والبدء فى حلول سياسية بناء على الاختيارات الحقيقية للشعوب العربية.
وثانيا خلق بيئة آمنة لعودة اللاجئين إلى الدول التى هاجروا منها ، من خلال دعمهم دوليا بدلا من تخصيص المليارات رشاوى للدول التى تقبل باستضافتهم كلاجئين ، أو تخصيص مليارات أخرى لبرامج دمجهم فى المجتمعات الأوربية التى تقبل بهم لمنع أى صراعات ثقافية محتملة فى تلك المجتمعات البديلة .
وثالثا ، البدء فورا فى مشروع لإعمار الدول العربية المنكوبة تحت إشراف الأمم المتحدة ، على غرار مشروع مارشال لإعمار الدول الأوربية المتضررة من الحرب العالمية الثانية . وللحديث بقية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة