طارق الخولى

عظمة الأمة تكمن فى جلد الإرادة

الإثنين، 19 سبتمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عقود عكفت قوة الهيمنة فى البحث عن أكثر ما يمكن أن يوجج الصراعات بين دول إقليم ما سموه بـ«الشرق الأوسط الجديد»، فكان الصراع الدينى حاضرا بقوة.. كيف لا، وقد قضت الصراعات الدينية فى أوروبا فى العصور الوسطى على الأخضر واليابس وسقط فيها ملايين البشر عبر سلسلة من الصراعات الدامية التى لم يوقفها سوى التحضر والرقى والعلم، فالتعصب لأى دين مهما كان هو نتاج للجهل والانغلاق والاهتزاز النفسى وعدم الاتزان الإنسانى لذلك كان الصراع الدينى والطائفى خيارا استراتيجيا فى إعادة تقسيم الشرق الأوسط للقدرة على السيطرة عليه، حيث تنبسط من المحيط للخليج ثروات العالم وخيراته لسنوات طويلة، كما شهدت هذه البقعة من العالم بعثات الأنبياء وميلاد الأديان.. اطلعت على معظم حضارات العالم القديم.. وما تركته فى حاضرنا من آثار لا تقدر بثمن.
 
ومن خلال تحقيق قوى الهيمنة للهدف الاستراتيجى كان لابد من العمل على عدة عناصر بداية من تصعيد النعرة المذهبية إلى خلق كيانات سرطانية تكن بمثابة الخلايا الأولى للورم الخبيث، إيذانا بالتفشى فى جسد المنطقة التى تمنح بين حين وآخر جرعات دواء تبقى على الحياة، ولكن دونما زوال للمرض التى تحرص قوى الهيمنة على بقائه حتى لا تستفيق تلك الأمم أبدا، فكانت بالإضافة للعدو الواضح إسرائيل دويلة قطر إحدى الخلايا السرطانية التى يجب أن ينتبه حكامها بأن المال قد يشترى ذمما، ويلوث ضمائر، ويخرس أصوت، ويملى قرارات، ولكنه لا يشترى مجدا.. ولا حضارة.. ولا تاريخ.. ولا ثقافة.. ولا يحقن جينات العظمة للشعوب.
 
وفى قرب تحقيق قوى الهيمنة للهدف، حيث تداعب الابتسامات شفاه الخبثاء تطل على حافة التاريخ وجوها طيبة وعيونا سوداء حائرة وحناجر صاخبة، بصدور عارية تهتف بحرية القرار الوطنى ليزيح المصريون السرطان من كبد الهوية.. الإخوان.. هؤلاء الذين عاقوا بالوطن وأهله ولم يقدروا له ثمن ولم يبكوا يوما خوفا عليه، بل تباكوا عشقا فى حب الجماعة.. وطنهم وحظيرتهم.. لتتكالب علينا أراذل الأمم بحثا عن الانهيار المنشود الذى قطع جذوره المصريون، ولكن بقى الأمل لديهم فى استعادة فوضى غائبة.. من رحم خان يخون إخوان.. ومن أبناء المحاولة.. تفجير الطائرات لضرب العلاقات مع روسيا وفرنسا.. بزوغ واقعة ريجينى لتدمير العاقات مع إيطاليا.. منح بريطانيا حق اللجوء السياسى للإخوان.. ومقال الإيكونوميست المتصابى.
 
المجتمع الدولى قد ترك جميع المشكلات والملفات المفتوحة وعلى رأسها إهدار حقوق الشعب الفلسطينى، ويتحدث عن جماعة كانت تقيم اعتصاما مسلحا بشهادة الجميع وبالصور والفيديوهات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى كالأكفان المتحركة، بالإضافة إلى المشاهد التمثيلية التى كانت تحمل زورا وجود انتهاكات من أجهزة الأمن. فالجميع يتغافل ما يدور فى عدد من دول العالم من تدخل عسكرى مباشر فى سوريا وغيرها من دول الجوار.. وكالانتهاكات الواضحة للقانون الدولى من المحتل الإسرائيلى وأيضا تجاوزات حقوق الإنسان فى الدول التى تسعى للهيمنة، ومشاهد تعذيب المعارضين كالتى تقع فى تركيا، ليتحدثوا عن حقوق جماعة إرهابية، حملت السلاح على الشعب المصرى.
 
فقد بات الضمير العالمى فى إجازة وباتت بعض المنظمات والمحافل الدولية منصات لحماية حقوق الإرهاب، فنحن إزاء موجة جديدة من الحرب النفسية، فإذا أردت أن تنال من أمة فعليك بكسر الإرادة ودحر الأمل وتصدير اليأس والإحباط فتنهار الأمة معنويا، ومن ثم تنهزم ماديا لكن هيهات ليس هنا.. فأنتم فى رحاب الصمود والجلد.. فمصر لا تعرف عبر تاريخها الخنوع أو اليأس أو الاستسلام.. فمصر تكمن عظمتها فى جلد إرادتها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة