ما يجرى فى ليبيا، يرتبط بتفاصيل وتعقيدات مصالح الدول الكبرى. ولم يعد السياق الإقليمى، أو الدولى مثلما كان فى السابق أيام توازنات الحرب الباردة. بل سياسة قطب واحد مختلة، تسمح بالكثير من التدخلات فى غياب أى قانون للمحاسبة، فى نظام دولى يقوم بشكل واضح على البلطجة والتدخل شبه الاستعمارى لتدمير دول وتفكيكها، ثم الاعتذار من دون أى شعور بالذنب، أو محاولة لتصحيح خطأ.
اعترفت بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأمريكا بأنها قصفت ليبيا بناءً على معلومات خاطئة، وقبلها اعترف الأمريكيون والبريطانيون بأنهم غزوا العراق بناءً على معلومات خاطئة. هذه الدول تعترف بأنها دمرت دولاً وجعلتها تعيش فى فوضى، ولم يحاسب أى من هؤلاء الذين اتخذوا قرارات تتعلق بحياة ملايين البشر فى دول أخرى. أما حديث الدول الغربية عن الديموقراطية والشفافية، فهى أحاديث للاستهلاك الإعلامى.
الازدواجية أمر معروف فى السياسات الدولية، ولا يحتاج إلى براهين، وعليه فإن حديث دول مثل أمريكا وبريطانيا وإيطاليا عن مصالح الشعب الليبى أو تأمين النفط، هو استمرار لأحاديث سبق أن اعترفوا بأنها كاذبة. ربما لهذا اكتشف الليبيون أن بيانات الدول الغربية يتم تزيينها بأحاديث عن مصالح الشعب، بينما الهدف هو مصالح هذه الدول.
الليبيون جربوا هذه الأكاذيب، وبالتالى فهم يرون بيانات الدول الغربية بالحديث عن انسحاب الجيش الليبى من مناطق النفط، على أنها استمرار لنفس السياسة التى دمروا بها ليبيا. وربما يكون الليبيون بحاجة لإعادة بناء العلاقات الليبية، بناءً على خرائط القوة. مصر لعبت دوراً مهماً فى مجلس الأمن، انطلاقاً من إدراك للمصالح الليبية. وطبيعى أن كل استقرار فى ليبيا يؤثر فى استقرار إقليمى وأفريقى. ويساهم فى انحسار تنظيمات إرهابية تخوض حرباً بالوكالة للدول الكبرى. ولايمكن لأى صانع قرار ليبى أن يتجاهل التنسيق مع الصين وروسيا، وقد لعبا مع مصر دوراً فى مواجهة التدخلات الغربية فى مجلس الأمن.
السياسة الدولية تديرها الدول الكبرى بلا أخلاقيات، والعمل داخل منظومة دولية مختلة، يستلزم القدرة على مواجهة المناورات بمثلها. وكما أشرنا حقق الجيش الليبى انتصاراته بدعم الشعب الليبى، ويدرك المشير خليفة حفتر، ومعه المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان، أن الفوز لايتم فقط عسكرياً وسياسياً، إنما بقدرة على توازن القوى وسط نظام دولى مختل وبلا أخلاق. وتحتاج الكثير من التكتيكات والخطط، والأقطاب فى عالم بلا أقطاب.
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد رمضان
هناك فرق بين الجيش المصرى وجيش القذافى
الجيش المصرى تلك المؤسسة العسكرية العريقة التى تدين بالولاء لمصر والشعب المصرى على مر العصور والتى لم تدخل فى مواجهة مع الشعب المصرى فى ثورته على الفساد وكانت سندا وعونا وحامى له ،لايمكن مقارنتها بكتائب القذافى التى دخلت فى مواجهة مع الشعب الليبى الأعزل أثناء ثورة فبراير المجيدة ،هناك فرق ياسيدى بين جيش يدافع عن شعب ودولة وبين جيش يدافع عن سيده وولى نعمته ،ولايعقل أن يكون دفاعك الأعمى عن جيش القذافى لاغيا وعلى حساب ثورة الشعب الليبى ،مهما كان عدائك لأمريكا والغرب فلاتحاول أن تسوق بأن القذافى وجيشه كان يقاتل الصليبيين دفاعا عن ليبيا ،لماذا لم يتدخل المجتمع الدولى والناتو فى مصر للدفاع عن الشعب المصرى ؟الجواب لأن فى مصر جيش ومؤسسة عسكرية موثوق فيى ولائها للوطن والشعب هى من قامت بردع الحاكم المستبد ومنعه من الأنتقام من الشعب ،أما فى ليبيا فكانت مواجهة بين كتائب القذافى والشعب الثائر على حكمه الفاسد ،ولاتنسى أن هناك الكثير ممن كانوا محسوبين على جيش القذافى قد تضامنوا مع الشعب فى ثورته ورفضوا الدخول فى مواجهة مع الشعب ،وهؤلاء هم من يعول عليهم فى بناء جيش ليبى وطنى جديد ،ولكن المشكلة فى ليبيا هى أن الجميع يريد أن يحكم ،بالنسبة لحفتر بكل أسف " ينهى عن الشىء ويأتى بمثله " من جهة يرفض المليشيات والكتائب وتناسى بأنه عسكرى متقاعد وكان يحارب جنبا الى جنب مع هذه الكتائب فى ثورة فبراير ،لماذا لاينظر حفتر الى جماعته التى يطلق عليها مسمى جيش لكى يكون أكثر مصداقية فى نظر الأخرين ؟ الجيش المصرى ياسيدى لايعتمد على كتائب سلفية كما يفعل حفتر أو كتائب مدنية جهوية قبلية أو حشد شعبى من شباب الأحياء السكنية فى بنغازى أو من بقايا كتائب القذافى التى تواجهت مع الشعب دفاعا عن القذافى ،لابد أن يقوم حفتر بعملية فرز لجماعته ،فهناك عدة جهات تقوم بأستغلال حفتر من خلال التحالف معه من أجل الحصول على مكاسب سياسية لاأكثر والحصول على موطأ قدم منهم جماعة أنصار القذافى والشباب السلفى ،فلاتحاول ياسيدى أن تخلط الأوراق فهناك فرق كبير جدا جدا بين الجيش المصرى وجيش حفتر " وللحديث بقية "
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد قرمان
الى تعليق رقم 1 انت تخلط الاغوراق الحديث ليس عن القذافى وانما عن الحاضر
تعليق رقم 1 يتحدث عن القذافى والحقيقة انه لم يكن هناك جيش للقذافى والحديث عما يجرى الىن وحفتر كان منشقا عن القذافى ويعيش فى امريكا وهو من جمع قوات ليبية ليقيم جيشا وهو ضرورة اما تدخل امريكا والناتو والغرب فقد انسحبوا بعد دمار ليبيا وتركوها للفوضى وقطر وتركيا مولوا الارهابيين وهذه حقائق وعندما يكون هناك جيش وطنى يحظى بتأييد الشعب او اغلبيته والبرلمان فهذا يعنى أمرا مهما انت لاتتابع ما يكتبه الليبيون وتردد كلاما بلا لامعلومات الكاتب يكتب عن الحاضر وانت تتوقف عند القذافى وهو انتهى خلاص ولم يذكر القذا65فى انما يتحدث عن الآن ولو راجعت مقالات الكاتب فقد كان ينتقد ويهاجم القذافى ويصفه بالجنون لكن يبدو انك لاتتابع
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور فريد رمزى
مقال محترم وتحليل واضح جدا
احييى كاتب المقال على هذا التحليل الذى يضع اوراق التوازنات الدولية فى الاعتبار وكيف يمكن للمستقبل ان يكون واندهش من تعليق الاخ رمضان الذى يتحدث عن القذافى بينما المقال يحلل ما يجرى اليوم الاخ شعبان واضح انه لم يقرا وانه يسير مثل كثيرين وراء اى حاجة