قالت صحيفة الإكونوميست البريطانية إن المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون تتقدم على منافسها الجمهورى دونالد فى استطلاعات الرأى بنقطتين فقط، بعدما كانت تتقدم عليه بثمانية فى الشهر الماضى.
وأشارت الصحيفة البريطانية، أمس الخميس، أنه وقت أحداث مؤثرة ما بين الاستطلاعين. ففى ذكرى الحادى عشر من سبتمبر، ترنحت كلينتون وأعلن طبيبها إنها مصابة بالالتهاب الرئوى، ووقعت تفجيرات إرهابية فى نيويورك يومى 17 و18 سبتمبر وأصيب 31 شخص، وأعلنت حالة الطوارئ فى مدينة تشارلوت بولاية نورث كارولاينا فى أعقاب مقتل رجل أسود على يد الشرطة.
ونقلت الصحيفة عن تحليل لاستطلاعات الرأى قام بع موقع FiveThirtyEight أن لدى كلينتون فرصة من 58% فقط للفوز على ترامب فى انتخابات نوفمبر. وتوقعت الإكونوميست أن يستفيد ترامب من الأحداث الأخيرة مهما فعلت كلينتون لأن العديد من المواطنين ينسبون لترامب قوة القيادة وحفظ النظام والأمن القومى. وبالإضافة إلى هذا، فإن المؤتمر الوطنى الديمقراطى الأخير اتسم بالبذخ، ووصفت كلينتون مؤيدى ترامب بالبائسين فى ذلة لسان اعتذرت عنها.
ولم يلبث ترامب أن استغل مرض منافسته والأحداث الأخيرة، فشكك فى تاريخ تشخيص كلينتون بالالتهاب الرئوى فى اليوم السابق لذكر الحادى عشر من سبتمبر، قائلًا إنها كانت تسعل بشدة قبل ذلك بأسابيع. ويوم تفجير نيويورك، بث ترامب الخوف فى قلوب الجماهير فى فعالية له فى كولورادو، وقال إن قنبلة انفجرت فى نيويورك قبل حتى أن يؤكد الإعلام أن الانفجار وراءه قنبلة، بحسب الصحيفة.
ورغم صعوبة ميل السود فى الولايات المتحدة لترامب، فبحسب استطلاعات الرأى فإن ترامب يحظى بدعم يبلغ 0% بين السود، أى لا دعم على الإطلاق، إلا أنه أبدى تعاطفه مع أحد الضحايا السود الذين قتلتهم الشرطة فى تغير كبير فى خطابه المعتاد عن الأقليات.
وكان ترامب قد وجه خطابًا للأمريكيين السود فى فيرجينيا فى أغسطس الماضى، بالرغم من أن معظم الحاضرين كانوا من البيض، قائلًا: "ما الذى قد تخسرونه عندما تجربون شىء جديد مثل ترامب؟ أنتم تعيشون فى الفقر، مدارسكم سيئة، لا وظائف لكم، و58% من شبابكم عاطلين، ماذا تخشون أن تخسروا؟".
ولكن هذه المرة، قال ترامب عن تيرينس كراتشر الذى قتلته الشرطة فى مدينة تولسا بأوكلاهوما رغم أنه كان أعزل ومستسلم يوم 16 من الشهر الجارى، قال أنه "بدا كرجل طيب.. بدا أنه فعل كل شىء بشكل صحيح". وغير ترامب من خطابه تجاه السود لدرجة أنه قال لفوكس نيوز عن الاحتاجاجات التى اندلعت فى نورث كارولاينا بعد مقتل رجل أسود آخر على يد الشرطة: "إنه يوجد نقص فى التضامن بين البيض والسود.. إن ما نشهده لأمر مقيت.. يجب عن يكون عندك قانون ونظام، وفى الوقت ذاته يجب أن يكون هناك تضامن ووحدة".
واختتمت الإكونوميست مقالها بأن أساس مؤيدى ترامب هم من "البيض الخائفين" الذين اختاروه على أنه البطل الصارم الذى يتوقون إليه، فإن استطاع كذلك إقناع العديد من الجمهوريين المعتدلين فإنه لا يمثل خطرًا، كما يوحى به حاليًا، فإنه قد يكون فى طريقه للفوز بالفعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة