سعيد الشحات

أكاذيب «الطرابيلى» عن عبدالناصر

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من نكد الدهر أن تقرأ تقييما لتجربة جمال عبدالناصر لكاتب يقول فيه: «بات السلطان- أيامها- يعيش على التقارير التى يقدمها رجاله، ومن أشهر هذه التقارير تقارير النكت المصرية، إذ كان الرئيس أيامهما مهتما بكل نكتة يطلقها الناس على السلطان، ولما انخفض عدد النكات لجأ عباقرة هذه التقارير إلى تأليف النكت نفسها ونسبها للناس، حتى يطمئن السلطان الذى قال إن هذه النكت تنفيس عما فى داخل الناس».
 
هكذا لا يجد عباس الطرابيلى فى تجربة جمال عبدالناصر غير هذه النوعية من الأكاذيب التى لا نعرف من همس بها إليه، وعلى أى مصدر يعتمد، وهو فى ذلك على عهده المتواصل الذى لا ينكر فيه كرهه لجمال عبدالناصر، والتعبير عن هذه الكراهية بذكر وقائع غريبة وعجيبة على شاكلة «تأليف النكات» التى أتحفنا بها فى مقاله، أمس، فى الزميلة «المصرى اليوم»، ويذكرها بحبكة يبدو منها أنه يضع يده على أدق أسرار هذه المرحلة، وبالرغم من أن أحد مقاصده من ذكر قصته هو الإساءة لجمال عبدالناصر، فإنه ومن حيث لا يدرى يشير من خلالها إلى أننا كنا أمام حاكم مهموم بمعرفة أحوال الناس من خلال النكت التى يطلقونها.
 
وقبل شهور كتب سلسلة حلقات يقارن فيها بين عهد الملكية وعهد جمال عبدالناصر، وعاد إلى عصور الخديو عباس حليم الثانى ثم السلطان حسين كامل، ثم السلطان فالملك فؤاد وأخيرا الملك فاروق، وكتب تاريخا على مزاجه هو فقط، مثل الذى ذكره عن «تأليف النكات» وذكر فى هذا التاريخ وقائع ولم يقترب من وقائع أخرى، أتحفنا باكتشافاته التاريخية التى تتحدث عن فصل السودان عن مصر وتلك مسألة يتم تناولها بتغييب متعمد لحقائق التاريخ، وبكى على «مصر الديمقراطية» بالرغم من أنها كانت تحت الاحتلال البريطانى، ولا نعرف كيف تكون هناك ديمقراطية صحيحة مع وجود الاحتلال، وتلك قصة طويلة لا يتسع المجال هنا للاستفاضة فيها وتناولها من جميع أوجهها الاقتصادية والاجتماعية، المهم أننا كنا أمام وقائع تم قطعها من السياق العام كى تفيد وجهة نظر كاتبها المسبقة، وتتمثل فى أن مصر كانت تعيش فى عهد الملكية عهدها الذهبى، أما فى عهد جمال عبدالناصر فكانت تعيش عهدا من البرونز والصفيح.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة