وائل السمرى

راهب الشعراء.. محمد الشهاوى

السبت، 03 سبتمبر 2016 05:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
متواضع فى ملبسه، متواضع فى حديثه، متواضع فى هيئته البسيطة، صوته خفيض، ملامحه «شقيانة»، لكن مع هذا كله، يتحول إلى كتلة متقدة إذا ما صعد على أحد المنابر الشعرية، وأمسك بمكبر الصوت، ثم أنشد من شعره ما تيسر، فيتحول هذا التواضع الجم إلى شموخ حقيقى، وتتحول البساطة البادية على مظهره إلى فخامة لا تضاهيها إلا فخامة الشعر الحقيقى، الذى يسلب من القلب قلبه، ويملك الحواس مثيرا للعاطفة الخيال.
هى امرأة تشبه المستحيلا..
 
فلتشهدى يا جميع المواقيتِ..
أن المغنى.. مازال فى حضرة الشوْفِ
يتلو كتاب صباباتِهِ،
وفِدى من أحبَّ.. يموت قتيلا
 
صاحب هذه الكلمات هو الشاعر الكبير محمد الشهاوى، الذى يرقد الآن فى أحد مستشفى العبور بكفر الشيخ ينازع الموت فى صمت يليق به، صمت يدل على الاستغناء صاحب رائعة «المرأة الاستثناء»، الذى ضرب بها مثالا حيا لمقدرة الشعر على احتواء المستحيل.
ويا سيدى الوجدَ
 
إن لنا موعداً عقدته العيونُ
ووثَّقهُ الصمتُ
والصمت أصدق قيلا
 
راهب الشعراء لا يستجدى من أحد شيئا، وما كان لهذا الراهب أن يلوث أيامه البيضاء باستعطاف أو استجداء، فأولى بنا أن نستجديه ليقبل تكريمنا له ببعض اعتناء، وأولى بدولة تجاهد فى أن تنفض الجهل عنها أن تكرم شعراءها الأوفياء المستغنين، وأولى بوطن تتوه بوصلته كل يوم أن يعيد ترتيب أولوياته، وأن يضرب مثالا فى الاحتفاء بقاماته الشامخة، والتى تعتز بشموخها بلغة الصمت والتعفف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة