افتتاح متحف جمال عبدالناصر، الواقع فى منشية البكرى، أمس الأول، كان مفاجأة طيبة للجميع، خاصة أن اختيار ذكرى رحيل الزعيم الـ46 لهذا الافتتاح شىء فى صالح المتحف، لأنه جاء مصحوبًا بالشجن، إضافة إلى أن الصور التى تم نشرها للمتحف من الداخل تدل على التنسيق والاهتمام الذى لقيه الإعداد لهذا البيت العظيم، الذى يعد شاهدًا على فترة تاريخية تعتبر الأهم والأخطر فى التاريخ المصرى الحديث.
وبالطبع الجميع يعلم أن افتتاح متحف جمال عبدالناصر له تأثير إيجابى كبير، يتجاوز الإحساس الوطنى المصرى بزعيم يمثل لهم قيمة عبر تاريخهم وحياتهم اليومية حتى الآن، وينتقل إلى الأمة العربية وكثير من دول العالم، فهناك العديد من أشقائنا فى البلاد العربية يمثل لهم «ناصر» معنى كبيرًا فى تاريخهم الواقعى والثقافى، ويحبون أن يروا تراثه وبيته، ويتعرفوا على معيشته وطريقة حياته، لذا سيسعون لزيارة المكان، كما أن الباحثين والمهتمين بالشرق الأوسط وتاريخه فى كل العالم سيأتون للتعرف مباشرة على الإرث الناصرى، خاصة أن فترة حكم «جمال» كانت مصر مركز الصراع العالمى فى أكثر من مرحلة.
ومنذ أيام قليلة تم أيضًا افتتاح متحف ملوى فى المنيا، وذلك بعد ترميمه وتطويره، بسبب ما تعرض له من هجوم فى سنة 2013، وربما يعد ذلك فرصة طيبة للحديث عن عدد من المتاحف والمنشآت الجاهزة، التى تنتظر الافتتاح فى وزارتى الثقافة والآثار.
ففى وزارة الثقافة هناك قصر عائشة فهمى للفنون فى الزمالك، وقد انتهت الوزارة منه بقطاعاتها المختلفة، الفنون التشكيلية وصندوق التنمية الثقافية والتنسيق الحضارى، وأصبحت رؤيته حقيقة تسر الناظرين، وبتصريحات المسؤولين لم يعد هناك غير تحديد موعد الافتتاح.
أما فى وزارة الآثار، فهناك متحف الفن الإسلامى الذى كان قد تأثر بالتفجير الإرهابى الذى تعرضت له مديرية أمن القاهرة فى شهر يناير 2014، وحسب المسؤولين عن المتحف فقد تم الانتهاء من الترميم منذ بداية سنة 2016، وأصبح ينتظر موعد افتتاحه، وقد نشرنا فى «اليوم السابع» العرض المتحفى الأخير للمعرض منذ فترة طويلة.
والسؤال: لماذا لا يتم افتتاح هذين المتحفين، خاصة أن دخولهما دائرة العمل سيقدم صورة طيبة عن الجمال، وتحدى الإرهاب الذى أصبح ينتشر داخل الثقافة، وفى الحياة اليومية للناس، وبالتالى هم فى حاجة لإحداث تغيير جمالى وثقافى، حتى لا يسقطوا فى دائرة العنف التى تضعهم فيها أزمة الحوادث اليومية؟!