أكرم القصاص

البرازيل.. التوافق فى الاقتصاد والسياسة

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن نجاح الرئيس البرازيلى السابق، لولا ديسلفا، فى الاستمرار بحكم البرازيل لفترتين رئاسيتين، بسبب البرنامج الاقتصادى فقط والذى كان محليًا، جمع فيه بين الاقتصاد الحر، وإجراءات اجتماعية كبيرة. لكن النجاح كان بسبب قدرة «ديسلفا» على جمع تأييد واسع من قطاعات مختلفة من البرازيليين. سواء الفقراء أو الرأسمالية. كما أنه صارح الشعب من البداية بصعوبة الأوضاع الاقتصادية وأهمية تنفيذ برنامج تقشف شديد لاستعادة الثقة فى الاقتصاد. واجه «لولا» مشكلة انخفاض قيمة «الريال» البرازيلى أمام الدولار، والتضخم، والديون وانقطاع الكهرباء ونقص الطاقة. واجتماعياً كانت أهم المشكلات التسرب من التعليم، وتردى أحوال المدارس، وانتشار الجريمة المنظمة خاصة تجارة المخدرات، والجوع، والبطالة، والفقر، وكان المجتمع من طبقتين، قليلة من الأغنياء، وطبقة عريضة من الفقراء، وطبقة وسطى غير مرئية.
 
نفذت البرازيل برنامجًا للتقشف وَفقًا لخطة صندوق النقد الدولى، بهدف سد عجز الموازنة، والقضاء على أزمة الثقة. وعند تولى «لولا» الرئاسة لم يتراجع عن هذا البرنامج الذى بدأه سلفه «كاردوسو»، وأعلن أن سياسة التقشف هى الحل لمشاكل الاقتصاد، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له والصبر على هذه السياسات.
 
أدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة، وارتفاع التصنيف الائتمانى، وأعاد الثقة فى الاقتصاد البرازيلى. وتلقت البرازيل نحو 200 مليار دولار استثمارات مباشرة من 2004، وحتى 2011، بالإضافة إلى دخول 3.5 مليون أجنبى بين مستثمر ومهاجر برازيلى. تضاعفت الاستثمارات، وتوفرت فرص عمل.
 
اجتماعيًا تميز البرنامج الإصلاحى للرئيس «لولا» بخطة الإعانات الاجتماعية المباشرة، والتى بدأت منذ منتصف التسعينيات، أى فى عهد «كاردوسو» قبل وصول «لولا» للحكم، ولكنه استمر فى متابعة هذا البرنامج، ووسعه ليصل إلى 0.5% من إجمالى الناتج المحلى، بتكلفة بين حوالى7 مليارات دولار. معونات مالية للأسر الفقيرة التى يقل دخلها عن 28 دولارًا شهريًّا. وترتبط المعونات بشروط صارمة، تلزم الأسرة بتعليم أطفالها والتطعيمات واللقاحات الوقائية. وصل عدد المستفيدين لـ33 % من الشعب البرازيلى.
 
 برامج «لولا» لم تقضِ على الفقر ،لكنها رفعت ملايين الأسر إلى الطبقة الوسطى. وكانت أهم خطوة فى نجاح لولا ديسلفا، المكاشفة، وصناعة توافق بين مصالح الأغنياء والفقراء، مع تأكيده على أهمية التحمل والصبر. ومن هنا كان النجاح، الذى يواجه مخاوف وتهديدات، مع ديلما روسيف التى واصلت البرنامج، لكنها عجزت عن صنع التوافق.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة