"القاهرة عاصمة مصر حالياً، والأقصر عاصمة مصر فى الماضى، ولابد أن تحصل على وضعها كمدينة سياحية خدمية عالمية، فالجميع يعمل بالسياحة والآثار والتجارة والصناعة، وإمكانياتهم بالقطاع الخدمى كبيرة جداً، ونستطيع خلال الفترة المقبلة أن نجعل الأقصر عاصمة حقيقة لمصر كما كانت فى السابق"، بتلك الكلمات تحدث الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر، فى حوار المكاشفة لـ"اليوم السابع".
وإلي نص الحوار:
س- تستضيف الأقصر مؤتمر السياحة العالمى لأول مرة فى أكتوبر المقبل.. فكيف تم الاستعداد له؟
من الطبيعى أن تبدأ استعدادات الأقصر كل عام فى شهر أكتوبر، مع انطلاق الموسم السياحى الشتوى، ولكن مع وجود المؤتمر بالأقصر هذا العام، تكون الاستعدادات مكثفة بشكل أكبر وأضخم، لإنجاح هذا الحدث الكبير، حيث إنه يتم حالياً إعادة كفاءة الطرق السياحية الرئيسية، والأقصر ليس جديد عليها مؤتمر دولى كهذا، وأهميته تتمثل فى وجود شخصيات كبرى بجانب رئيس منظمة السياحة العالمية، وكبرى شركات السياحة العالمية، فهو عبارة عن مؤتمرين، الأول يكون عبارة عن مؤتمر لمنظمة السياحة العالمية لوزراء السياحة من مختلف دول العالم، والثانى مؤتمر خاص بالعواصم والمدن السياحية، ويضم ما يقرب من 350 لـ400 رئيس مدينة وعمدة ومحافظ من مختلف دول العالم، وهذا سيكون تجمعا دوليا وتبادلا سياحيا وثقافيا كبيرا للغاية، ونقوم حالياً بدراسة كل مقومات إنجاح هذين المؤتمرين، وسنؤكد لهم أن اختيار الأقصر عاصمة السياحة العالمية 2016، وعاصمة الثقافة العربية 2017، لم يأت من فراغ، ولابد وأن تكون الأقصر مقر منظمة السياحة العالمية، أو يتم عمل فرع لها بالأقصر، لكونها تضم أكثر من ثلث آثار العالم.
ويقوم الدكتور يحيى راشد وزير السياحة بمشاركة هيئة تنشيط السياحة بمجهودات كبيرة للغاية، للوصول لأعلى معدلات النجاح لهذا المؤتمر العالمى على أرض الأقصر، حيث إنه أعد خطة ضخمة لما هو قبل المؤتمر وأثنائه وبعد المؤتمر، للنهوض بالقطاع السياحى بالكامل فى مصر، ويجرى إعداد أجندة بمعرفة وزير السياحة، وأحداث سيعلن عنها فى موعدها، أما وزير الآثار الدكتور خالد العنانى، فأنشأ مشروع "الأقصر باس"، وأحدث تطويرا كبيرا بكافة المعابد والمتاحف والمزارات الآثرية لحسن استقبال الضيوف.
ونحن هنا فى مدينة الأقصر، قمنا مع القطاع الفندقى والقطاع السياحى لتجهيز كافة الأماكن التى سيتم فيها استقبال الاجتماعات واللقاءات مع كبار وزراء وسفراء وقيادات الدول المختلفة، وتم تحديد القاعات المختلفة لذلك بالاتفاق مع منظمة السياحة العالمية، ويجرى حالياً رفع كفاءة تلك القاعات على أعلى مستوى لاستقبال تلك الفعاليات الكبرى، ورسالتنا للعالم أجمع خلال المؤتمر السياحى العالمى هو "هى دى الأقصر"، وهى قبلة السياحة، وهى الموجودة على الخريطة، والسياحة المصرية والعالمية بلا الأقصر لا تساوى شيئا، ولدينا إيمان بأن مثل تلك الأحداث الدولية تعطى رسالة طمأنينة عبر قدرتنا على تنظيم الفعاليات الكبرى على مدار العام، وأهم شئ أن كل سائح يحضر للأقصر يكون سعيدا بتجربته داخل المحافظة، ويكون لديه انطباع جيد عن الأقصر، أما هيئة تنشيط السياحة فتعكف على إعداد كتيبات وسيديهات وبروشورات معينة ذات طراز فرعونى أصيل، لتوزيعها على كافة الوفود المشاركة في المؤتمر للترويج للأقصر فى بلدانهم بصورة غير مباشرة.
س- يقام بالأقصر أول مهرجان دولى للبالون الطائر ديسمبر المقبل.. هل ستؤثر عليه الواقعة الأخيرة للبالون بالمحافظة؟
ج- لم ولن تؤثر الواقعة الأخيرة للبالون الطائر على المهرجان الدولى الأول للبالون بمشاركة متسابقين من مختلف دول العالم، حيث إن ما حدث فى الواقعة الأخيرة يحدث فى كل مكان على مستوى العالم، وهو ليس حادثا ولكنه عبارة عن هبوط اضطرارى فى موقع غير معد ومجهز للهبوط، ولكن قائدى البالون الطائر مدربين على تلك الأمور بصورة متميزة، وعندما هبط قائد البالون بالسائحين بمنطقة الحبيل فى شرق الأقصر، لم يصب أحد بأذى نهائياً، وتوجه المرشد السياحى المرافق للوفد بهم إلى المستشفى للاطمئنان عليهم فى الحال، وتم التأكد من عدم إصابتهم بأى أذى، ومثل تلك الأمور لا تؤثر نهائياً فى حركات البالون بمختلف دول العالم، وقررنا وقف النشاط بالمطار حتى هدوء الحالة الجوية المصاحبة بالرياح الشديدة حتى لا يحدث أى شئ لا نستطيع السيطرة عليه مجدداً.
أما مهرجان البالون الطائر الدولى الأول الذى يقام على أرض محافظة الأقصر، فإنه يتم تنظيمه تحت رعاية وزير الطيران ووزير السياحة، وشريف فتحى وزير الطيران يوليه اهتماما كبير جداً، وسيقوم بزيارة محافظة الأقصر قريباً، لمتابعة كافة الاستعدادات للمهرجان، وسيقوم بعمل جولة كبرى داخل المحافظة لمشاهده توزيع أماكن البالون وموقع الافتتاح وحفل الختام للمهرجان، وهو يرعى البطولة رعاية كاملة، ونحن ننوى أن نقوم بوضعها على أجدة ثابتة مع الاتحاد الدولى للبالون، لكون الأقصر لديها ميزة مختلفة عن الجميع، فلا يوجد طيران للبالون فى شهر ديسمبر على مستوى العالم إلا فى الأقصر.
وبالتالى نحن نعتبر موضع جذب كبير لتلك الرياضة، وسنقوم بأكبر خطة للتسويق فى تلك الرياضة لكي يكون النشاط قائم وثابت علي الأجندة الدولية، ومصر تعتبر في رياضة البالون رقم 2 عقب الولايات المتحدة الأمريكية فلابد وأن يتم التسويق لذلك بصورة مميزة بمختلف دول العالم.
س- مشروع إعادة إحياء طريق الكباش بدأ العمل فيه مرة آخرى فهل يرى النور قريباً؟
ج- بالنسبة لطريق الكباش هو حلم كبير لكافة أهل الأقصر، وكلما يتم توافر مبلغ معين نقوم بعمل جزء من مشروع طريق الكباش، حيث إنه طريق كبير ويحتاج لأموال كثيرة للغاية.
وخلال الفترة الماضية قدم لنا وزير السياحة مبلغا للعمل داخل الطريق لاستكماله، والطرق متوقفة داخل الأقصر نتيجة الغاز، فتم البدء فى استكمال جزء من طريق الكباش بمنطقة السنترال والمحيطة بها، ويجرى حالياً إنهاء كوبرى الكباش الذى لم ينته حتى الآن لتعطل العمل به أكثر من مرة، حيث إنه كان من المفترض أن يفتتح فى مارس الماضى، لكن وزير النقل أجل افتتاحه لأسباب هندسية، وننتظر أن ينتهي العمل به 30 أكتوبر المقبل، وأتمنى أن تساعدنى شركة المقاولون العرب فى تنفيذه بالموعد المحدد، حتى أنتهى من أزمة الشكاوى اليومية المتكررة من عشرات المواطنين، بسبب الاختناقات المرورية، والكوبرى هو الحل، وسيتم عمل طريق الكباش للنهاية بمنظر لم ولن يتوقعه أحد بإذن الله.
س – تلاحظ للمواطنين بالشارع الأقصرى قلة جولات المحافظ عما كانت عليه من قبل.. فما السبب وراء ذلك؟
ج – أنا فور وصولى وتعيينى محافظاً للأقصر كان لزاماً على أن أقوم بعمل جولات مكثفة فى كل قرية ووحدة صحية ومدرسة ومركز شباب بكافة أنحاء المحافظة، لبحث حالة القري وأزماتها ومشكلاتها علي مدار أكثر من 9 شهور كاملة، للوصول لكافة الأزمات والمشكلات للوقوف عليها والبدء فى حلها، ومن ثم أبدأ فى وضع خطتى للتطوير، وحجم التواجد الميدانى والزيارات انخفضت بالفعل، بعد زيارة أغلب الأماكن، حيث فهمت ماهيتها ومشكلاتها، فكيف أزورها مرة أخرى؟حينها سيقول الأهالي أن هدف نزولي في نفس المناطق بقصد الشو الإعلامى.
ولكني مازلت أقوم بجولات وزيارات وأتواجد في أماكن كثيرة جداً، وبدليل أنني قمت بجولة في مدينة الأقصر علي قدمي بالكامل وتوجهت لطريق الكباش وكورنيش النيل وشارع يوسف حسن والمحطة وشرق السكة وخالد بن الوليد وشارع التليفزيون حتي العوامية لمدة ساعتين ونصف بدون سيارة ومعي مهندس واحد فقط لبحث الوضع بنفسي علي أرض الواقع.
س – الجمعيات الصغيرة انتشرت بكثافة داخل الأقصر فهل تقدم الدور المنوط بها على أرض الواقع؟
ج – الجمعيات الخيرية ينظمها القانون، وجميعها تحاول العمل، ولكنها لم تظهر بالشكل المطلوب حيث إنها متفرقة، وطلبت من عدد كبير منهم الاندماج والاتحاد لتكوين كيانات كبرى لكى تظهر أعمالهم وتحركاتهم على أرض الواقع.
س – توجد أزمة كبيرة في الأطباء ونقصها بمحافظة الأقصر كيف يتم مواجهتها؟
ج – أزمة الأطباء تتمثل فى عزوف بعض الأطباء بالصعيد وحتى من أبناء الأقصر يفضلون التوجه لأسوان، لكونها مصنفة منطقة نائية بسبب الدخل، وطبعاً بعد دخول مستشفيات للأمانات الطبية المتخصصة وسيكون عندنا كلية الطب مع وجود فرع المعهد القومى لتدريب الأطباء، سيكون لدينا زخم فى الأطباء متواجدين بالأقصر، ويكون لدينا علم يسعون لتحقيقه وكذلك نبحث الاتفاق على أكثر من مكان ليكون هناك زمالة في الأقصر بحقل الأطباء.
س – الشهر العقاري والسجل المدني أزمة كبيرة في الشارع الأقصري.. كيف تواجهها محافظة الأقصر؟
ج – بالفعل كان لدينا مكتب واحد يخدم كافة أبناء الأقصر ويمثل كارثة كبيرة، وتم تشكيل لجنة مع الوزارة المختصة بذلك وتم اختيار مواقع مختلفة بجميع أنحاء الأقصر لكى يتم التخفيف على المواطنين بخدمات الشهر العقارى، وعدم حضور المواطنين من مختلف المدن لمكان واحد وعمل طوابير أمامه حتي يتم إنجاز أمور المواطنين فوراً.
أما السجل المدنى فالمكان المخصص له أصبح غير محتمل بالمرة، وهم طلبوا تخصيص قطعة أرض لبناء سجل مدنى جديد وخصصناها لهم، وجار البدء فى بنائها بنجع الطويل لخدمة المواطنين بأعلى مستويات التطور والتقدم داخل السجل المدنى الجديد.
س –تكافل وكرامة مشروع خدم العديد من المستحقين وآخرين غير مستحقين.. كيف تم التحرك ضدهم؟
ج – مشروع تكافل وكرامة كان فى البداية الأقصر حصلت عليه فى مركزين فقط، هما الأقصر وأرمنت، ثم تمت تغطية الأقصر بالكامل، وحصل عليه بعض المواطنين غير المستحقين، ووزيرة التضامن أشرفت على مراجعتها بالكامل، وحذفت عددا كبيرا جداً من المواطنين، ويجرى مطالبتهم بسداد الأموال التى حصلوا عليها.
كما تم تحويل المشروع بالكامل حالياً بمعرفة وكيل التضامن الجديد أحمد عبيد للرقابة الإدارية للتحقيق بالملف بالكامل، لكى يتم مراجعته من جديد بمنتهى الدقة، لإزالة كافة الذين حصلوا على دعم المشروع بدون وجه حق، وسنتوسع بصورة كبيرة فى المشروع لخدمة أكبر قدر من المواطنين بالفترة المقبلة.
الدكتور محمد بدر فى حوار المكاشفة لليوم السابع
محافظ الأقصر يؤكد على طفرة كبيرة بالقطاع الصحى
محرر اليوم السابع خلال حواره مع محافظ الأقصر
محمد بدر محافظ الأقصر
محافظ الأقصر يؤكد أنه يسعى لحل أزمات الجولات وليس الشو الإعلامى
بدر يشدد على إنهاء مشروع طريق الكباش قريباً
محمد بدر يؤكد على دور وزير السياحة فى الاستعداد لمؤتمر السياحة العالمى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة