علينا أن نؤمن أنه ذات يوم سيأخذ كل ذى حق حقه، وحكاية الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذى رحل سنة 1980 أى منذ 36 عاما دليل على ذلك، فالرجل سيظل اسمه على مستوى الشعر والكتابة والمسرح الشعرى يملأ الآفاق، الجميع يعرفه ويعرف تميزه وقدره، لكننا نوقن كما نوقن دائما أن هناك ظلما كبيرا تعرض له فى حياته وبعد رحيله.
ومنذ سنوات طويلة كان السؤال لماذا لا يكون صلاح عبد الصبور هو شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب خاصة أنه على المستوى الوظيفى كان رئيسا للهيئة المصرية العامة للكتاب المسئولة عن تنظيم المعرض، وقد كان «اليوم السابع» مشغولا بهذا الأمر وطرح هذا السؤال من قبل على الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة السابق، الذى وعد بالتفكير فى الأمر ثم طرحناه أيضا على الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة الحالى ووعد أيضا بالتفكير فى الأمر، وأخيرا تمت الموافقة على أن يكون الشاعر الكبير هو شخصية العام فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته القادمة التى ستقام فى يناير 2017.
ربما يسأل أحدنا وهل صلاح عبد الصبور فى حاجة لأن يكون شخصية المعرض أو أى شىء شكلى آخر؟ أقول له لا وكثير من مبدعينا لا يحتاجون ذلك، لكننا نريد الحق الذى إن وضع فى نصابه فإنه يضبط الأشياء ويضبط النظام العام، ويجعلنا نشعر بالطمأنينة بأن قليلا من الحق يصل لأهله فى هذه الأرض.
كان صلاح عبد الصبور رمزا للإبداع العربى كله، لذا أقل ما يقدم له هو أن يصبح اسمه على رأس دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب، شريطة ألا يكون مجرد اسم يوضع على الأوراق التى تخص الفعالية الثقافية الكبرى فى مصر، بل يجب أن يكون هناك محور مهم على طول أيام المعرض، هذا المحور يقدم قراءة شاملة لأعمال صلاح عبد الصبور الشعرية والمسرحية والنقدية والصحفية وشهادات، خاصة أن كثيرا من مجايليه لا يزالون على قد الحياة، علينا أن نجعل صلاح عبد الصبور «أيقونة» 2017، وليس معرض الكتاب فقط.
هناك نقطة مهمة أيضا وستجعل معرض الكتاب مختلفا، وهى أن يتم عرض المسرحيات الخمسة لصلاح عبد الصبور فى معرض الكتاب، ولم يتأخر الوقت عن الإعداد لذلك، فيمكن لفرق وزارة الثقافة أن تفعل هذا الأمر بأن تبدأ الإعدادات والتدريب من الآن بجدية ونحن أمامنا تقريبا خمسة أشهر ولو بدأت هذه الفرق العمل بحماسة ستتمكن من تقديم العروض بشكل معقول، وتكون لدينا دورة معرض تليق بصلاح عبدالصبور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة