عادل السنهورى

الجيش الأمريكى.. «جيش البيتزا والمدارس وسيارات الهامر»

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعود ونستكمل الحديث عن النشاط الاقتصادى للجيش، فهذا النشاط ليس بدعة أو حراما، وموجودا فى عدد من جيوش العالم سواء الدول الغنية أو الفقيرة، وحسب دراسة لمركز الدراسات بالأهرام، فالجيش الأمريكى يشارك سلاح المهندسين فى الأنشطة الاقتصادية، خاصة الإنشائية الكبيرة، سواء داخل الدولة أو خارجها، مثل الموانئ والمطارات العسكرية والمدنية، حيث يشكل ذلك عائدا مهما يستخدم لصالح القوات المسلحة ومن خلال الدولة.
 
الجيش الأمريكى له مدارس يديرها منذ عام 46 لتنمية موارده داخل الولايات المتحدة وتطورت الفكرة لمدارس تابعة له خارج أمريكا فى 11 دولة أجنبية، إضافة إلى التجارة فى السيارات الهامر من خلال الشراكة مع شركة جنرال موتورز لبيع السيارة تجاريا.
 
الجيش الأمريكى، أقوى جيوش العالم الذى يمتلك أكثر من 740 قاعدة عسكرية حول العالم، مساهم رئيسى ومالك لـ25 شركة أمريكية فى مجالات التكنولوجيا والطيران والصناعات المنزلية، مثل شركة جنرال اليكتريك ومان تك و«إتش بى هلويت باك» ولوكهيد مارتن، طبعا بالإضافة إلى إعلانه تصنيع البيتزا وبيعها تجاريا، ومع كل ذلك لم يهاجم أحد الجيش الأمريكى ولم يتحدث «ناشط أمريكى» عن «بيزنيس الجيش» الأمريكى.. ولم يخرج باسم أو حجى الأمريكى أو أى حامل للجنسية الأمريكية ليهاجم جيشه، لأنه يعرف عاقبة ذلك ومساوئه.
 
المسألة إذن ليست بدعة والأمر لا يتعلق فقط بالجيش الأمريكى، بل بجيوش أخرى مثل الجيش الصينى الذى يعمل فى مجالات النقل وصناعة الأجهزة الكهربائية وإدارة مصانع المشروبات وبناء الفنادق والسيارات وبنى إمبراطوريته الاستثمارية، بسبب استغلاله للجنود كعمالة رخيصة وتقديم خدمات للمواطنين.
 
إذن النشاط الاقتصادى للجيوش قضية محسومة وليست بدعة، بل يصب فى صالح المساهمة والتخفيف عن كاهل الدولة بتوفير جزء من مطالب موازنة القوات المسلحة، ليسهم ما تم توفيره فى خطط التنمية الشاملة للدولة، على أن يتم الاستفادة من تلك الكوادر العسكرية الماهرة، بعد تقاعدها، فى خطط التنمية الاقتصادية المختلفة خاصة فى المناطق الجغرافية الصعبة، سواء فى القطاع الحكومى أو الخاص، حيث تدربت تلك القوى البشرية داخل القوات المسلحة، بشكل جيد على الإنتاج وتحسين الإنتاجية، فى إطار من التخطيط والالتزام والانضباط كأسس للنجاح.
 
السؤال الآن هو إذا كان النشاط الاقتصادى للجيوش طبيعيا وبديهيا فى العالم، فلماذا هذه الضجة ضد الجيش المصرى؟ ولماذا تروى الأكاذيب حول استحواذه على النشاط الاقتصادى فى مصر؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة