الأسئلة الكاشفة حول ليلة 15 يوليو الماضى فى تركيا، وما تلاها من أحداث وجرائم كثيرة ومثيرة، وهى المتن الرئيسى فى كتاب الانقلاب فى تركيا.. من قام به ولصالح من وضد من كما أشرنا أمس، وفى مقدمة هذه الأسئلة الكاشفة المثيرة، لماذا لم يجهض أردوغان تحرك الجيش ضده رغم علمه به فى الرابعة والنصف عصراً بحسب تصريحاته لرويترز، وفضل الانتظار لحين وقوع الانقلاب فعلياً فى العاشرة مساء، وبث بيان الانقلابيين فى القناة التليفزيونية الرسمية ليبدأ إجراءاته المضادة؟
وما علاقة 50 ألف معلم مدرسى و300 ألف قاضى و49 حكم كرة قدم و6 آلاف موظف صحى وطبيب بانقلاب الجيش، ليتم التنكيل بهم، وفصلهم من أعمالهم ووصمهم بالخيانة؟! وهل يمكن لأى سلطة أو نظام أن تعاقب نحو مائة ألف عسكرى ومدنى بالاعتقال والفصل ووقف الأعمال خلال ساعات من كشف تحركات الجيش، أم أن هذه القوائم كانت معدة سلفاً باعتبارها جوهر انقلاب أردوغان السياسى على جميع خصومه؟!
وإذا كانت قيادات الجيش فعلاً وراء هذا الانقلاب المزعوم، لماذا لم تختر موعداً ناجحاً لتحركها مثل آخر ساعات الليل، أو الساعات الأولى من النهار، حيث يقل الزحام ويسهل الانتشار فى الشوارع والسيطرة على المصالح الحيوية؟ ولماذا لم يتم استهداف القمر الصناعى التركى «تورك سات» ومراكز الاتصالات فى البلاد ليسهل السيطرة على الأمور بدل أن يكون بن على يلدريم على قناة تليفزيونية وأردوغان على قناة أخرى، ووزراء الحكومة منتشرين على مختلف القنوات الأخرى يتوعدون المتورطين بتحركات الجيش بأوخم العواقب؟
أى انقلاب هذا إذا لم يستطِع استهداف رئيس الدولة الخصم الأول ورئيس الحكومة وكبار المسؤولين؟ وبينما استطاع الشعب كله تحديد مكان طائرة أردوغان على موقع «فلايت ريدر»، عجز قائدو طائرات اف 16 عن الوصول لأحداثيات طائرة أردوغان حتى وهو يهدد ويتوعد عبر هاتفه الذكى، وعلى مدى ربع ساعة خصومه بالعقاب الأليم؟ أى انقلاب هذا إن لم يكن مصمماً داخل أروقة قصر أردوغان الأبيض الذى لم يشهد سوى سقوط قنبلة فى حديقته الواسعة، بينما أردوغان نفسه يهبط فى مطار أتاتورك المزدحم وفى وقت الذروة الإعلامى؟!
الأسئلة الكاشفة كثيرة فى هذا الكتاب وإجاباتها ستحل شفرة أحداث 15 يوليو، وماتلاها من أحداث، وفى اعتقادى أن الإجابات لن يتأخر إعلانها كثيراً.