سعيد الشحات

برلمان بلا نجوم

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من هو نجم دورة الانعقاد الأولى لمجلس النواب؟، أطرح هذا السؤال بعد أن كتبت فى هذه المساحة مع بداية الدورة البرلمانية عن «النجم البرلمانى» ومواصفاته.
 
سؤالى يأتى مع التقارير المتوقعة التى ستشمل كشف حساب لأعمال البرلمان مع نهاية دورة انعقاده الأولى، وفى ذكرياتنا البرلمانية عما له علاقة بسؤالى، أذكر أننا أيام حكم مبارك فى ظل رئاسة الدكتور فتحى سرور للبرلمان انتشرت «سبوبة» الاستطلاعات التى تختار نوابا محددين على أنهم الأفضل والأجدر والأنشط، ووصل الأمر حد منحها لقب «الأفضل فى الأداء البرلمانى عالميا» لبعض النواب، قيل ذلك فى الدعاية للدكتور محمد مرسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2012، وكان مرسى نائبا فى البرلمان من عام 2000، غير أن هذا الصخب الإعلامى لم يكن يصمد أمام الحقيقة، نعم ربما كان يصنع نجما برلمانيا فى وسائل الإعلام، لكنه يبقى نجما مصنوعا مادام لا تنطبق مواصفاته مع ما يراه الناس من دور صحيح للنواب. فى تاريخ البرلمان المصرى أسماء فرضت نفسها بعمق وحيوية نشاطها البرلمانى فأصبحت نجوما دون إلحاح إعلامى، وهل ينسى أحد أسماء بقدر وقيمة الدكتور محمود القاضى وممتاز نصار وأبو العز الحريرى والبدرى فرغلى وحمدين صباحى وجمال زهران وآخرين؟ كانت هذه الأسماء نجوما فى البرلمان بنشاطهم، فهل ظهر فى الشهور الماضية نائبا بوزن هؤلاء مما يؤهلهم لأن يكونوا نجوما بأدائهم البرلمانى وليس بالإلحاح الإعلامى؟
 
للوهلة الأولى ستكون الإجابة: لا، والأسباب كثيرة، فالناس تحتاج نائبا يستطيع أن يقول: «لا» فى وجه السلطة دون خوف وتردد وحسابات، ودون افتعال من أجل الشهرة، نعم وجدنا نوابا حاولوا، لكن مسارهم لم يكتمل، وربما يكون السبب فى تركيبة البرلمان نفسه التى أدت إلى تمييع مفهوم المعارضة تحت القبة أو الضيق بوجودها من الأصل، لكن يبقى أمام هؤلاء النواب تحدى خلق الفرصة لهم.
 
يبقى القول إن سلاح الاستجوابات الجادة والعميقة هو أهم الأدوات التى تصنع نجما برلمانيا، وأى برلمان دون هذه الاستجوابات يفقد أهم أسلحته، والنائب الذى يستسلم لغواية اللعب مع الوزراء وينصرف عن غواية البحث عن استجواب يقدمه من أجل محاربة الفساد أو أى خلل فى أداء المسؤولين، يصبح دوره باهتا وبلا لون أو طعم أو رائحة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة