الرجل ادعى أن أمريكا طلبت منه تشكيل الحكومة وانتقال السلطة له من المجلس العسكرى
فى كل قضية تفاصيل صغيرة ترسم صورة كاملة وحقيقية، وقضية اللغة التى تحدث بها الدكتور محمد البرادعى فى مكالماته الهاتفية مع شقيقه على البرادعى وصديقه "شكرى"، وعدد من الذين نصبوا أنفسهم نخب، ترسم صورة حقيقية عن شخصية الرجل، لمن يريد أن يتعرف على حقيقته، وإذا كان البرادعى تحدث بلغة غير لائقة، عن كل من وضع يده فى أيديهم، والذين كانوا يَرَوْن فيه رسول الحرية، وغاندى الثورة المصرية، فإن هذه اللغة كشفت بوضوح حقيقته، وفضحت مواقفه، وكذب شعاراته التى انطلت على عدد كبير من الثوريين والنخب.
البرادعى أرخى لجام لسانه لينطلق بسرعة فائقة يلعن هذا ويصف ذاك بالحمار والغبى والزبال، ويسفه من علماء قيمة وقامة مثل زويل وفاروق الباز، لا لشىء إلا لأنه يكره أى ناجح يتمتع بشهرة دولية، حتى لا يزاحمه أحد فى صدارة المشهد، وسرقة الأضواء، وما يستتبعه ذلك من تأثير على جنى المغانم من الثورة بإلقاء المحاضرات مقابل 50 ألف دولار للمحاضرة الواحدة.
ورغم الصدمة العصبية القاتلة التى أصيب بها أصدقاء وتلاميذ ودراويش ومريدى البرادعى مما تضمنته مكالماته الهاتفية مع شقيقه ونالت من أشخاصهم وكرامتهم، فإننا نكشف ولأول مرة فى هذا المقال 3 وقائع خطيرة، بطلها الرجل، ولم تتطرق لها المكالمات.
الواقعة الأولى: عندما أشعل الثوار الأنقياء، النار فى شارع محمد محمود، فى محاولة اقتحام وزارة الداخلية، يوم 19 نوفمبر 2011، فيما أطلق عليها أحداث محمد محمود الأولى، واستمرت 5 أيام كاملة، ودعا الثوار حينذاك لمليونية، طالبت بتنحى المجلس العسكرى عن حكم وإدارة البلاد، وتسليم السلطة إلى مجلس رئاسى مدنى وحكومة إنقاذ وطنى. وهنا توجه الدكتور محمد البرادعى إلى مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، لمقابلة المشير حسين طنطاوى، بناء على طلبه، وهناك تعامل بغلظة وأبلغ المشير طنطاوى أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت منه أن يتولى رئاسة الحكومة المصرية بصلاحيات رئيس الجمهورية، ويصبح المجلس العسكرى «ديكورا» بدون صلاحيات، وطلب منه المشير طنطاوى بهدوء شديد مهلة من الوقت للتفكير، وخرج البرادعى من مقر وزارة الدفاع غاضبا ساخطا، لأنه لم يستطع انتزاع موافقة المشير على تعيينه رئيسا للحكومة، وتنتقل له كل الصلاحيات، وتوجه مسرعا إلى مقر السفارة الأمريكية بجاردن سيتى، حينذاك رفض المجلس العسكرى نشر وقائع الزيارة، نظرا لما كانت تمر به البلاد من فوضى وأحداث دامية بشارع محمد محمود وميدان التحرير، وجاء رد المشير طنطاوى على طلب البرادعى سريعا وقاسيا وموجعا، حيث أعلن عن إسناد الدكتور كمال الجنزورى، مهام تشكيل الحكومة يوم 25 نوفمبر 2011، وهو الضربة الموجعة التى تلقاها البرادعى وأعوانه.
الواقعة الثانية: عندما خرج البرادعى بتصريحات غريبة ضد دستور الإخوان، حيث لم يجد شيئا فى الدستور «المعيب والمشين» لمعارضته ورفضه له، سوى أنه تضمن الاعتراف بالأديان السماوية وتغافل الاعتراف بالديانات الأرضية مثل البوذية، وفى حوار تليفزيونى طرح سؤالا غريبا مفاده، أنه فى حالة أن البوذيين طالبوا ببناء معبد لهم فى مصر ماذا سيفعلون؟ ونحن بدورنا نسأله هل هناك بوذيون فى مصر؟!
الواقعة الثالثة: دفاع البرادعى عن «الهولوكوست»، ويمكن لنا تفسير الأمر أنه خطب ود إسرائيل، لكن يصل الأمر بالرجل إبلاغ أمريكا بأن هناك قيادات مصرية تنكر «الهولوكوست»، وأن هناك حرائق لليهود من الأصل، لذلك أترك لكم أعزائى القراء، الرد عليه.
الحقيقة أن فى جراب البرادعى الكثير، وأن هناك أمورا خفية لو ظهرت ستفجر براكين المفاجآت الصادمة.. ولك الله يا مصر..!!